العدد 1695 /24-12-2025
تُحقّق السلطات في لبنان في اختفاء ضابط متقاعد في
جهاز أمني، يُرجّح أن شقيقه كان متورّطاً في أسر طيار إسرائيلي عام 1986، وفق ما
أفاد مسؤول قضائي لبناني ومصدر مقرب من العائلة وكالة فرانس برس، الثلاثاء. وكانت
طائرة رون أراد قد سقطت فوق جنوب لبنان خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، ويُعتقد
أنه احتُجز بداية لدى مجموعات محلية. ويُفترض اليوم أنه توفي، من دون أن يُعاد
رفاته.
وقال المسؤول القضائي، طالباً عدم كشف هويته، إنّ
الأجهزة القضائية والأمنية اللبنانية تحقق في حادثة اختفاء النقيب المتقاعد في
الأمن العام أحمد شكر منذ أسبوع، وسط معلومات متضاربة عن مصيره. وأضاف أنّ محققين
في شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي "يعملون على تتبع حركة كاميرات
المراقبة وتحليل داتا الاتصالات، وقد توصلوا إلى خيوط أولية تشير إلى أن شكر تعرّض
لعملية استدراج من مسقط رأسه في بلدة النبي شيت (شرق) إلى نقطة قريبة من مدينة
زحلة، حيث فقد أثره".
وأفاد مصدر مقرّب من العائلة بأنّ شكر هو شقيق حسن
شكر، الذي "كان مقاتلاً ضمن المجموعة التي شاركت في أسر الطيار الإسرائيلي
رون أراد إثر إسقاط طائرته في جنوب لبنان في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1986".
وأضاف أن حسن شكر قُتل عام 1988 خلال معركة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين
محليين، من بينهم عناصر في حزب الله. وأشار المسؤول القضائي إلى أنّ
"المعطيات تفيد بأنّ الاستدراج نُفذ من جانب شخصين من التابعية السويدية وصلا
إلى لبنان قبل يومين من حادثة الخطف، وإنّ أحدهما غادر عبر مطار بيروت في يوم
اختفاء شكر".
وأضاف أن المحققين يدرسون احتمال أن يكون قد قُتل
على يد عملاء إسرائيليين أو نُقل إلى الدولة العبرية، مشيراً إلى أنه لم يُعثر حتى
الآن على أي أثر له داخل لبنان. ويُعدّ ملف رون أراد قضية بارزة منذ عقود في
إسرائيل، حيث يُنظر إلى إعادة الجنود المفقودين أو الأسرى على أنها واجب وطني.
وكانت طائرة رون أراد قد أُسقطت في أجواء صيدا
اللبنانية في 16 أكتوبر من عام 1986، وفيما تمكّنت طائرة كوبرا إسرائيلية من
استعادة ربان الطائرة، إلا أنها فشلت في تحديد موقع رون أراد الذي كان مساعداً
للطيار. ووقع أراد في أسر حركة "أمل" اللبنانية، وظلت مهمة إعادته
لسنوات طويلة من أكبر أوجه الإخفاق الإسرائيلي، بالرغم من محاولات إسرائيل للحصول
على معلومات عنه وعن مصيره، بما في ذلك إقدامها على اختطاف كل من مصطفى ديراني
وعبد الكريم عبيد، لاستخدامهما ورقة مساومة لتنفيذ صفقة تبادل.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أنّ معلومات
متضاربة وصلت إلى إسرائيل عن مكان وجود أراد، بينها تقارير ألمانية، عام 1995،
مفادها بأنّ أراد كان محتجزاً في أحد سجون إيران، وتقرير لصحافي سوري كان معتقلاً
في سجون النظام السوري، قال عام 1993 إنه التقى رون أراد. ومع أنّ تقريراً سرياً
لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" قدّر عام 2005 أنّ أراد قد توفي بفعل
تراجع حالته الصحية، إلا أنّ رئيس حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون عارض إعلان
وفاته، باعتباره جندياً لا يُعرف مكان دفنه.