العدد 1372 / 31-7-2019

شهدت مدينة صيدا يوم الثلاثاء الماضي مظاهرة جماهيرية حاشدة شارك فيها فلسطينيون ولبنانيون، للتعبير عن رفضهم خطة وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، المتعلقة بتنظيم العمالة الأجنبية، وشمل ضمنها العمالة الفلسطينية، بدعوة من الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد، واللقاء اللبناني – الفلسطيني.

وخرج الآلاف من مخيمي عين الحلوة، والمية ومية، ومخيمات بيروت والجنوب ووادي الزينة، والجوار اللبناني يحملون الأعلام اللبنانية والفلسطينية، رافعين شعارات فتح المعبر جنوب لبنان للعودة إلى فلسطين، وعدم التوطين، والتمسك بحق العودة.

مسؤول الجبهة الديموقراطية في صيدا، أبو المعتصم، قال: "إن الأحزاب الوطنية في صيدا، وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني في حقه في العمل والتملك وغيرها من الحقوق المدنية والاجتماعية، واعتبار الفلسطيني لاجئا في لبنان، وليس أجنبيا أتى باحثا عن عمل".

وعن المظاهرة اليوم والتي تعتبر بمثابة رسالة للحكومة اللبنانية، قال:"نحن هنا اليوم لنقول لرئيس الجمهورية ميشيل عون، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أننا واللبنانيون أخوة، ونحن لاجئون في لبنان منذ واحد وسبعين عاماً، ونريدكم أن تحيطونا بمعاملة مختلفة عن الأجنبي الوافد إلى لبنان من أجل العمل". وأضاف: "نتمنى على مجلس النواب أن يستصدر قانونا معدلا يعطي اللاجئ الفلسطيني حقوقه الاجتماعية".

العضو في المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الشعبي، إبراهيم جمعة، قال: "للمرة الأولى منذ سبعين عاماً أرى هذا التلاحم بين الشعب الفلسطيني، وقابله تلاحم لبناني، وفي مدينة صيدا تحديداً لا نستطيع فصل الشعب الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية عن الشعب اللبناني الصيداوي، لأن القضية الفلسطينية هي التي تجمعنا، وهي القضية المركزية التي طالما دافعنا عنها وما زلنا".

وأضاف "تجمعنا اليوم هذه المظاهرة للمطالبة بالحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني الذي يجب أن يعيش بكرامة، حتى تحرير أرضه، والعودة إليها".

وزير العمل: أريد المطالب خطياً

من جهته، أكد وزير العمل كميل أبو سليمان أن "الاقتصاد الأسود يضر بلبنان وبالعمالة الأجنبية، لذلك فإن تنظيم شؤون العمال أمر ضروري"، مشددا على أن "إعفاء الفلسطينيين من إجازات العمل يحتاج إلى تعديل القانون وطلب استثنائهم من تطبيق القانون غير قابل للتنفيذ".

وأشار في حديث إذاعي ، إلى أنه طلب نصاً خطية بالمطالب الفلسطينية، معربا عن اقتناعه بأن "وضع الفلسطينيين صعب"، ومشيرا إلى أنه يطبق الخصوصية المتعلقة بهم كلاجئين ويعترف بها ويعتبرها حقا مكتسبا.

وقال: "أنا من أكبر المدافعين عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ولكن لا أحد يستطيع أن يطلب مني عدم تطبيق القانون. أشعر بأن الضجة الفلسطينية غير بريئة".

ولفت إلى أنه منذ انطلاق الخطة فتحت فرص عمل عدة أمام اللبنانيين و"وصلنا لغاية الآن لأكثر 1400 وظيفة حصل عليها اللبنانيون".