العدد 1401 / 19-2-2020

أحيا تيار المستقبل الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وخلال كلمة نجله سعد الحريري بمناسبة هذه الذكرى، اتهم منافسيه بدفع البلاد إلى شفا الانهيار كما شكك في قدرتهم على الفوز بدعم أجنبي.

في أول خطاب رئيسي لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، منذ تحوله للمعارضة عقب الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة، اتهم منافسيه بدفع البلاد إلى شفا الانهيار كما شكك في قدرتهم على الفوز بدعم أجنبي.

وفي كلمةٍ بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لاغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، هاجم سعد الحريري منافسيه وقال إن معارضتهم للإصلاحات مسؤولة إلى حد كبير عن الأزمة الحالية.

وقال الحريري "نظمنا مؤتمر ’سيدر‘، وأمنا فيه 11 مليار دولار للاقتصاد، بناء على إصلاحات نحن توافقنا عليها ووعدنا أن ننفذها" وذلك في إشارة إلى مؤتمر باريس للمانحين عام 2018، مضيفا "لكن ماذا يمكنني أن أفعل إذا كان هناك من لا يلتزم بكلامه؟".

وكشفت كلمة الحريري، وهو أكبر سياسي سني بالبلاد، عن انقسامات سياسية متنامية قد تعقد سعي بيروت لسن إصلاحات مؤلمة والتعافي من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وصب الحريري جام غضبه على وزير الخارجية السابق جبران باسيل، صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، ووصفه بأنه رئيس "ظل" وأنه دمر عمله وساعد في دفع البلاد نحو الانهيار.

وأثار الحريري خلال كلمته التساؤلات عن كيفية فوز الحكومة الجديدة، التي ينظر إليها على أنها تخضع لهيمنة حزب الله، بدعم مطلوب بشدة من دول على خلاف مع إيران وهي عقبة محتملة أخرى أمام سعي البلاد للتعافي.

وقال الحريري "هل نستطيع أن نعرف كيف نقيم سياحة بلا العرب والمواطن الخليجي؟" مضيفا "أموال إيران الكاش تحل أزمة حزب... لكنها لا تحل أزمة بلد".

وأضاف: "تعاملتُ مع رئيسين، أؤمّن العلاقة مع رئيس الظلّ لأحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي".

واتهم الحريري، باسيل، برغبته في القضاء على الحراك الشعبي المتواصل منذ شهور، والذي فرض نفسه كشريك في المشهد السياسي على حد قوله.

وعلى صعيد آخر، شدد الحريري على بقائه وتيار المستقبل الذي يتزعمه في العمل السياسي.

وأوضح أنه تقدم باستقالته بإرادته استجابة لصوت الحراك الشعبي، ولا يسعى لركوب موجة الغضب الشعبي وتحييد نفسه عن الطبقة السياسية.

وأشار الحريري إلى أن تيار المستقبل يدعم مطلب الحراك المتمثل في إجراء انتخابات مبكرة، داعيا الجميع للتفكير بهدوء ودون مزايدات.

ويطالب ممثلو الحراك بحكومة اختصاصيين مستقلين قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

كما يطالبون بانتخابات برلمانية مبكرة، واستقلال القضاء، ورحيل ومحاسبة بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد والافتقار إلى الكفاءة.