العدد 1662 /7-5-2025
جابر عمر
كشفت
صحيفة صباح المقربة من الحكومة التركية، اليوم الثلاثاء، أن جهاز المخابرات
التركية أحبط في سبتمبر/أيلول الماضي محاولة إرسال شحنة أجهزة بيجر مفخخة إلى
لبنان عبر مطار إسطنبول. ونشرت الصحيفة في عددها اليوم تفاصيل العملية التي تعود
إلى ما بعد يوم واحد من عملية تفجير أجهزة الإرسال في لبنان والتي وقعت في 17، و18
سبتمبر/أيلول الماضي.
وبحسب
الصحيفة، فإن جهاز المخابرات تلقى معلومات حول وصول أجهزة مشبوهة في طريقها
للإرسال إلى لبنان في 20 سبتمبر، فعملت على مراقبة المطارات في تركيا، لتعثر على
معلومات حول شحنة وصلت من هونغ برحلة إلى إسطنبول عبر الخطوط الجوية التركية-
الرحلة TK6141.
وأضافت
أن الشحنة المكونة من 4 منصات شحن، تتضمن 61 صندوقا كرتونيا بوزن 850 كلغ جاءت من
شركة (SMT Global Lojistik Limited) وأنها ستذهب إلى لبنان بيروت في 27 من نفس
الشهر عبر الرحلة TK830. وبعد التحقق من الحمولة تبين أن بوليصة
الشحن رقم 235 HKG 92890070 تتضمن أدوات تقطيع مواد غذائية، ليتم تفتيش
العلب جميعها والعثور على 300 جهاز بيجر في 26 كرتونة، والكابلات الخاصة بها،
إضافة إلى 710 شاحنات مكتبية تحوي عبارة BC-144N، مخصصة لشحن اللاسلكي
والكابلات والبطاريات المرفقة بها. وعثر في الشحنة أيضا على 144 محضرة طعام يدوية،
وأجهزة شبكة وكابلات كهربائية وثلاث كاميرات مراقبة، ومستلزمات أخرى.
وأوضحت
الصحيفة أن قوى الأمن وبعد العثور على هذه المعطيات نقلت الأمر للنيابة العامة
التي أمرت بمصادرة الشحنة، وإجراء التحليلات اللازمة لها، ومع وقوع الهجمات في
لبنان جرت التحقيقات في اتجاه أن تكون الأجهزة هذه أيضا مفخخة ويمكن تفجيرها عن
بعد، فجرى إرسالها للمخبر الجنائي الذي عمل على تحليل الأجهزة وخاصة البيجرات
واللاسلكيات، ليعثر في قسم البطارية من الأجهزة على ثلاثة غرامات لونها أبيض من
المواد المتفجرة التي تشتعل مع ارتفاع درجة حرارة الجهاز، ويمكن عبر إصدار تعليمات
وأوامر للجهاز أن ترفع حرارة البطارية لدرجة معينة تؤدي إلى الانفجار.
كما
عُثر على نفس المنظومة داخل 710 شاحنان لاسلكية مع ملحقاتها، وفي هذه الأجهزة عثر
على مواد متفجرة سريعة الانفجار لونها بني غامق موضوعة على لوحة الجهاز الأساسية،
ويعتقد أنها حقنت لاحقا على الأجهزة بعد تصنيعها.
وأوضحت
الصحيفة أن نفس نظام التفجير الذي تم استخدمه في لبنان وضع في هذه الأجهزة، حيث
يعمل على فصل قصير وإرسال إشارات مكثفة تؤدي إلى رفع حرارة الجهاز وانفجاره لاحقا
وإحداث الوفاة أو الإصابة البليغة بالأفراد.
أجهزة
المخابرات وفق الصحيفة، عملت على التأكد من شحنة ثانية كانت بطريقها إلى لبنان من
هونغ كونغ عبر الرحلة TK6091 دون تحديد التاريخ، وبحسب بوليصة الشحن فإن
الأجهزة تتضمن مستلزمات صوت وفيديو وتم تثبيت وجود أجهزة بها. وتبين أن الشركة
المرسلة صينية وتحمل اسم "غوانغزو ماوتينع يو" للتجارة، وجرى إرسال
الشحنة عبر شركة SMT العالمية للشحن التي أرسلت سابقا الأجهزة
المفخخة، فيما كانت الشركات المستوردة هي "آراميس لبنان" و"Nehme"
التجارية.
وعثر
في الشحنة على لاسلكيات وشواحن بطاريات وكابلات ومحضرات طعام صغيرة وغيرها، ولكن
لم يتم العثور على أي مواد متفجرة بها، وبنفس الوقت وضعت المخابرات صاحب الشركة
التركية الوسيطة العاملة مع شركات الشحن والإرسال من الصين "غوركان غ"
تحت المراقبة، وبعد التحقيقات لم يتم العثور على أي سجلات عدلية لديه. وأجرت قوى
الأمن تحقيقا مع غوركان غ، قدم خلاله كشفا عن أعمال الشركة في التخليص الجمركي،
مشيرا إلى تشابه أسماء بين شركته مع الشركة المصدرة للشحنة الأولى، ليتم بعدها
إطلاق سراحه.
وختمت
الصحيفة تقريرها بالقول إن هذه الحادثة كانت الموضوع الأبرز في لقاء الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في تركيا العام الماضي في
ديسمبر/كانون الأول، مضيفة أن ميقاتي شكر أردوغان على عملية الإحباط وتدمير
الأجهزة المفخخة، فيما قدم أردوغان معلومات مفصلة عن العملية لميقاتي.
وفي
السياق، لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن إسرائيل لم تؤكد ما
كشفه تقرير "صباح". وفي السابع عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، أدى هجوم
إسرائيلي منسق باستخدام أجهزة نداء (بيجر) إلى انفجارات متزامنة في الضاحية
الجنوبية لبيروت ومعاقل أخرى لحزب الله، ما أسفر عن استشهاد وإصابة آلاف
اللبنانيين.