العدد 1679 /3-9-2025
شكّلت المواقف التي اطلقها الرئيس نبيه بري في الذكرى السنوية السابعة
والاربعين لاختطاف الامام موسى الصدر ورفيقيه تطورا مهما في معالجة الازمة التي
يواجهها لبنان اليوم بسبب قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة دون
الحصول على اي مطلب من العدو الاسرائيلي .
فقد كانت مواقف الرئيس بري مهمة ودقيقة من خلال تحديد المخاطر التي يواجهها
لبنان داخليا وخارجيا ومن خلال الدعوة للحوار الوطني حول مستقبل السلاح والحديث عن
مخاطر المشروع الإسرائيلي، وقد حرص بري في خطابه على ادانة الحملات الاعلامية
الشيطانية تجاه الطائفة الشيعية معتبرا هذه الحملات اخطر من سلاح المقاومة الذي
حرر لبنان وهو شرفنا وكرامتنا ، لكنه في الوقت نفسه اكد الاستعداد لمناقشة السلاح
من خلال الحوار الوطني محذرا من مخاطر المشروع الاسرائيلي على لبنان والمنطقة.
ولقيت مواقف الرئيس بري ارتياحا من معظم القيادات السياسية والحزبية والدينية اللبنانية باستثناء بعض الجهات
الحزبية والاعلامية والتي حاولت التشكيك في مواقفه واعتبرتها الوجه الاخر لمواقف
حزب الله ومحاولة للهروب من تطبيق قرار حصرية السلاح ، لكن في المقابل انطلقت
الدعوات من العديد من الجهات السياسية والدينية والاعلامية الى المسؤولين اللبنانيين من اجل ملاقاة الرئيس
بري في منتصف الطريق والعودة الى الحوار ومنع الفتنة وعدم الذهاب الى مخاطر جديده
على لبنان.
وفي اطار البحث عن مخارج للازمة اللبنانية يشهد لبنان حركة سياسية داخلية
وخارجية واعلن السفير الفرنسي في لبنان عن زيارة قريبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي
لودريان الى بيروت للبحث في الوضع اللبناني والتحضير لعقد مؤتمرين لدعم لبنان
الاول خاص باعادة الاعمار والثاني من اجل دعم الجيش اللبناني ، فيما تحدثت مصادر اعلامية
عن عودة المبعوثة الاميركية مارغون اورتاغوس الى لبنان .
وبانتظار وضوح الصورة الداخلية والخارجية ، فان جلسة مجلس الوزراء يوم
الجمعة المقبل والتي ستبحث خطة الجيش اللبناني حول قرار حصرية السلاح ستكون محطة مهمة على صعيد معالجة الازمة ، وقد لفتت
مصادر معنية بملف حصرية السلاح الى «اننا سنكون امام سيناريوهين لجلسة الجمعة
الحكومية بعدما بات محسوما ان الوزراء الشيعة سيشاركون فيها، لكنهم سينسحبون في
حال تقرر التصويت على خطة الجيش لاقرارها»، موضحة ان السيناريو الاول يقول بتجنب
التصويت والاكتفاء بعرض الخطة والاعلان انها مقبولة، لكن العمل فيها مجمد بانتظار
مبادرة اسرائيل لوقف الأعمال العدائية او الانسحاب من بعض النقاط المحتلة. اما
السيناريو الثاني فيقول باقرار الخطة رغم انسحاب وزراء الثنائي وتكليف الجيش
التنفيذ، ما سيضع البلد امام مفترق خطر جدا" .
فهل سيلاقي المسؤولون اللبنانيون والقوى السياسية والحزبية مواقف الرئيس
نبيه بري في منتصف الطريق ويفتحون الباب امام العودة للحوار وتاجيل تنفيذ خطة
حصرية السلاح لجين تامين الظروف الداخلية والخارجية المناسبة ؟ او اننا نتجه الى
مرحلة جديدة من التصعيد والتشنج وتعريض البلاد الى فتنة داخلية كبيرة؟
كل الانظار تتجه الى خطة الجيش اللبناني وقرار مجلس الوزراء يوم الجمعة
المقبل.
قاسم قصير