العدد 1636 /30-10-2024
حسان قطب

حسان القطب..

مع بداية معركة طوفان الاقصى واعلان اسرائيل الحرب على قطاع غزة، والضفة الغربية، ومن ثم دخول لبنان بقرار من حزب الله حرب المشاغلة والاسناد لجبهة غزة، ظن البعض ان هذه الحرب سوف تنتهي بوقف اطلاق النار والاعلان عن تسوية سياسية، قد تؤسس لمرحلة جديدة من الواقع السياسي في دول الاقليم وخاصة دور وحضور دول وفصائل محور طهران..

ربما لم ينتبه البعض الى ما قاله نتنياهو رئيس وزراء العدو الاسرائيلي حينذاك.. حين قال.. ان هذه الحرب سوف تؤدي الى تغيير الواقع السياسي والامني والجغرافي في المنطقة..وهو عندما يتكلم بهذه الروحية واستخدام هذه المفردات البالغة الخطورة، فإنما يستند الى الدعم الاميركي غير المحدود، والتغطية السياسية والمادية غير المسبوقة التي تحصل عليها اسرائيل في اي مرحلة من مراحل تاريخها الدموي والحربي والعدواني..

في 24/10/2024...نشر معهد واتسون الأمريكي، التابع لجامعة "بروان"، ورقة بحثية تفيد (بأن واشنطن قامت بتمويل 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان. وقدرت التكلفة الإجمالية بـ 22.76 مليار دولار أمريكي على الأقل. وأكد المعهد أن الرقم الحقيقي أكبر، لأنه لا يتضمن تكاليف التعزيزات الأمريكية التي تم إرسالها مؤخرًا...)

وهذا يعني ان قرار تغيير وجه وقوى وواقع الشرق الاوسط والدول المعنية بالقضية الفلسطينية قد اتخذ في واشنطن، وليس في تل ابيب.. وبالتالي فإن الغطاء السياسي والدبلوماسي الاميركي، يحمي اسرائيل من كافة تداعيات ممارساتها الوحشية والقتل الدموي والعبثي والبالغ العنف، دون مراجعة او اعادة نظر او وقفة ضمير من قبل دول العالم باسره الا من رحم ربي..؟؟..

الحرب على غزة، قد انتهت فعلياً، وما يجري هو حرب عصابات تستنزف الجيش الاسرائيلي، وتعيق عملية البحث عن الاسرى الصهاينة لدى الفصائل الفلسطينية، ولابقاء ملف التفاوض حاضراً حول الاسرى ومبادلتهم بالاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو.. لكن العقبة الاساس في هذه النفاوضات وعلى طاولة التفاوض.. هي تتمحور حول من يحكم قطاع غزة في المرحلة المقبلة..؟؟؟؟

اما في لبنان.. فالحرب الوحشية مستمرة وبوتيرة عالية غير مسبوقة.. والهدف الاسرائيلي الواضح حتى الان كما يبدو ليس اعادة احتلال اجزاء من لبنان بقدر ما يهدف الى تحقيق التالي:

انزال اكبر الخسائر الممكنة بالشعب اللبناني بشكلٍ عام واستنزاف بيئة حزب الله الحاضنة بشكلٍ خاص

استخدام ورقة النزوح الى الداخل اللبناني ورقة يمكن التفاوض عليها مستقبلاً لفرض شروط معينة تخدم الامن الاسرائيلي

زرع بذور فتنة بين المكونات اللبنانية ومع الاسف هذا ما تحرض عليه بعض الاقلام والتصريحات التي ربما هي متورطة بشكلٍ أو بآخر ولو قدمت نفسها صوت محور طهران والممانعة..

تطبيق القرار 1559، كاملاً دون الاشارة الى القرار 1701.. الذي اصبح خارج التفكر بتطبيقه بعد التثبت من فشل قوات اليونيفيل في تطبيقه وعدم ثقة الدول الغربية بالسلطة اللبنانية كراعية للتطبيق

تعزيز دور وحضور القوات الدولية اما بمزيد من الصلاحيات وحرية الحركة او ان تقوم بمهامها تحت الفصل السابع اي ان مرجعيتها مجلس الامن وليس السلطة اللبنانية

تم طرح وجود قوات متعددة الجنسيات على الاراضي اللبنانية وخاصة جنوب الاولي وصولا الى الليطاني لدعم قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1559، والغاء وجود اي سلاح غير شرعي او تنظيمات مسلحة

الخلاصة:

ان ما يجري اليوم هو فرصة تاريخية لاسرائيل والولايات المتحدة لتغيير الواقع اللبناني المأزوم منذ عقدين من الزمن، نتيجة سوء قراءة وتقدير من القوى السياسية المهيمنة التي عطلت الحياة السياسية والحريات الاعلامية، واسهمت بقوة في عزل لبنان عن محيطه العربي والاسلامي، كما بالغت في رفع منسوب العداء مع المكونات اللبنانية الشريك الاساسي في الوطن،..والاستراتيجية الاسرائيلية تستثمر في هذا الواقع عندما تؤكد اسرائيل ان معركتها هي مع فئة مسلحة وليس مع لبنان الحكومة والشعب والدولة..وبالتالي فإن التمادي في التدمير والقتل يهدف الى انقلاب الراي العام في الداخل وتحول المزاج من مؤيد الى معارض والقبول باي حل ممكن لوقف حمام الدم والتدمير..

وقد قال بالامس نتنياهو في بداية جلسة الكابينت- (قال امام الوزراء ان العملية البرية ستستمر لشهر اضافي ، اما العمليات الجوية في كل لبنان فلن تتوقف قبل الاتفاق السياسي..(...

لذا الهدف هو تثبيت وترسيخ حل وليس التوصل الى تسوية مؤقتة توقف القتال كما افترض البعض مع بداية هذه الحرب.. على غرار ما جرى في حرب تموز/يوليو من عام 2006.. لاعلان عن