العدد 1638 /13-11-2024
حسان قطب

حسان القطب

تزداد الصورة وضوحاً والمواقف اتضاحاً.. مع كل اشراقة شمس، فالتناغم او التكامل الاميركي- الصهيوني، ضد الامة العربية والاسلامية، لم يعد بحاجة لتفسير او تحليل، او حتى مجرد نقاش حول حقيقته او طبيعته.. سواء بالدعم الاميركي غير المسبوق لآلة الحرب الاسرائيلية، والتغطية المادية والسياسية والدبلوماسية وحتى الاعلامية لكل ما يرتكبه الكيان الغاصب بحق شعبنا وامتنا في مختلف الدول والمحافل.. وآخر ما خرجت به الادارة الاميركية التي سوف تغادرنا بعد حوالي الشهرين من الآن، ما اعلنه الرئيس الاميركي المغادر (بايدن).. حين قال الرئيس الأميركي جو بايدن: ( إنه لا يجب أن تكون يهودياً لتصبح صهيونياً، وذلك في تأكيد جديد لدعمه المطلق للاحتلال)..ورد رئيس الكيان الغاصب إسحق هرتسوغ التحية لبايدن، باحسن منها بالقول: «أنت بالتأكيد صهيوني وأشكرك لأنك كنت صديقاً مميزاً لإسرائيل»...

البعض يظن ان تغيير الادارة الاميركية مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية، قد يؤدي الى تبديل او تغيير، في السياسة الاميركية، خاصة ما تم الترويج له من وثيقة وهمية تتعلق بالشأن اللبناني وبتسريع عملية وقف اطلاق النار على الجبهات كافة بما فيها اللبنانية على وجه الخصوص...

بداية يجب التذكير بمرحلة حكم ترامب الاولى بين عامي 2016 – 2020.. حين اعلن ترامب اعترافه بالقدس عاصمة الكيان الابدية، واعترافه بضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة لاسرائيل، وبفتح السفارة الاميركية في مدينة القدس المحتلة.. فماذا يمكن ان ننتظر من ايجابيات مفترضة خلال الفترة الرئاسية القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب... ؟؟؟

البداية بدأت مظاهرها تتوضح اكثر فأكثر مع الاعلان عن بعض التعيينات في الادارة الجديدة، والتي تؤكد ان ترامب سوف يواصل تطبيق وتنفيذ السياسات التي تخدم اسرائيل وتطلعاتها التوسعية والعدوانية.. (فقد أعلن الرئيس المنتخب ترامب أن السفير الأميركي المقبل لدى إسرائيل، سيكون حاكم ولاية "أركنساس" السابقMike Huckabee وهو يميني "قسيس إنجيلي معمداني من حيث التدريب"، بحسب ما يصف نفسه. كما يصفها بأنه مؤيد كبير لإسرائيل، زار هاكابي موقع "شيلوه" القديم في الضفة الغربية، وهو استيطاني توراتي الطراز. وقال أثناء وجوده فيه: "يهودا والسامرة (الضفة الغربية) جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وعلى الجميع أن يفهموا ذلك، وعلى أي مرشح للرئاسة الأميركية أن يزور هذا المكان"، بحسب نصيحة هاكابي الذي شارك في وضع حجر الأساس لمستوطنة جديدة بالضفة الغربية. وقال إن "إسرائيل تحتاج إلى السيطرة على يهودا والسامرة"، مضيفا أن الاستيطان اليهودي "عامل يؤدي إلى السلام الإقليمي"، كما قال هاكابي، المعروف بتأييده الحماسي لضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، إنه يفكر بشراء منزل في مستوطنة بنتها إسرائيل في 1983 ويعتبرها المجتمع الدولي غير قانونية، هي "إفرات" البعيدة 12 كيلومترا عن القدس المحتلة، ونصفها عن بيت لحم والخليل. وبعد 3 سنوات، زار إسرائيل ثانية، وصلى في "قبر يوسف" بنابلس، وفيه أعلن رفضه لحل الدولتين..)...

تعيين هذا السفير من قبل ادارة ترامب، يدل على ان التوجه السياسي لادارته في المرحلة المقبلة لحكمه لن تخرج عما قام به في فترته الرئاسية السابقة، اي انه سوف يسعى لاستكمال ما بدأه، وبالتالي فإن هذا التعييين له دلالاته ويؤكد التصريحات الانتخابية والوعود التي تسبق التصويت لا علاقة لها بالمسار السياسي والاستراتيجية السياسية الموضوعة للمنطقة من قبل ادارة ترامب...وفريقه الانتخابي كما السياسي..؟؟؟

وما يؤكد هذا التناغم بل التكامل بين الولايات المتحدة واسرائيل، وتناغم التعيينات التي باشرها الرئيس الاميركي، باستحضار الفريق المؤيد لاسرائيل الى ادارته لادارة الملف الساخن في مرحلته الرئاسية.. هو ما نشرته من تأكيد لهذا الواقع: (هيئة البث الإسرائيلية (كان)، بالقول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم وضع خطة فرض بسط السيادة عليها، (الضفة الغربية)..ضمن أجندته في المرحلة المقبلة، وتحديداً بعد تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه بالبيت الأبيض في 20 يناير المقبل. وغداة توعّد وزير المال اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بضمّ مستوطنات الضفة الغربية المحتلة في 2025، أشارت هيئة البث إلى أن نتنياهو تحدث في اجتماعاته خلال الأيام الأخيرة أنه عندما يدخل ترامب البيت الأبيض، فيجب إعادة إمكانية فرض السيادة على الضفة إلى الأجندة..)..

كلام نتنياهو يشير بوضوح الى التأييد القوي لسياسات اسرائيل العدوانية ضمن الفريق الرئاسي الاميركي.. ولهذا فهو ينتظر الاعلان عن خارطة طريق توافق عليها ادارة ترامب.. مع مطلع تسلمه لولايته..

الخلاصة:

إن التعويل على تغيير حقيقي في السياسة الاميركية، هو واهم، لان الاستراتيجية الاميركية في المنطقة تقوم على ان اسرائيل هي الركيزة الاساس في ترسيخ وتثبيت الوجود والهيمنة الاميركية.. وحل الدولتين يصيح سراباً وخيالياً.. اذا ما استمرت اسرائيل في تدمير وتهجير قطاع غزة، والضفة الغربية..وفي استمرار الانقسام الفلسطيني حول وهم السلطة التي تتلاشى وجوداً وكياناً وحضوراً ودوراً يوماً بعد يوم..في حين تزداد العنجهية والعدوانية الصهيونية مستندة الى ادارة اميركية ملتزمة بكل ما تريده وترغبه القيادة الصهيونية..