العدد 1622 /24-7-2024
قاسم قصير
يزداد
الاهتمام الدبلوماسي بلبنان ، حيث تنشط العديد من البعثات الدبلوماسية الغربية
والأوروبية والأسيوية والعربية بمتابعة التطورات العسكرية الجارية في جنوب لبنان ،
اضافة لدراسة تفاصيل العلاقات بين قوى المقاومة والبيئات المؤيدة لها ، وصولا الى
الحديث عن مخاوف جدية من التطورات في المرحلة المقبلة .
فما
هي ابرز اهتمامات الدبلوماسيين الناشطين في بيروت ؟ وكيف تنظر الاوساط الدبلوماسية
الى افاق المرحلة المقبلة؟
اهتمامات
الدبلوماسيين في بيروت
من
خلال عقد عدد من اللقاءات مع دبلوماسيين غربيين واسيويين وعرب في بيروت يمكن تلخيص
أهم الاهتمامات التي يتابعها هؤلاء الدبلوماسيين في هذه المرحلة بما يلي :
يتركز
اهتمام الدبلوماسيين على متابعة مجريات المعركة في جنوب لبنان وافاق المرحلة
المقبلة وما هي الخيارات التي ستعتمدها قوى المقاومة في المرحلة المقبلة في حال
توسعت الحرب ولم تحقق المفاوضات نتائج إيجابية .
لكن
الملفت في أسئلة الدبلوماسيين انها تتناول ايضا بشكل تفصيلي بيئات المقاومة ومواقف
هذه البيئات من التطورات الحاصلة وطبيعة العلاقات التي تربط قوى المقاومة فيما
بينها وخصوصا علاقة حزب الله بالجماعة
الاسلامية وحركة حماس وهل تم تجاوز احداث السنوات الماضية .
وعلى
الصعيد الشيعي يبدي الدبلوماسيون اهتماما بمواقف الطائفة الشيعية من الحرب ومدى
قدرتها على الصمود والمواجهة ودور المجموعات الشيعية المعارضة وفاعلية هذه
المجموعات على الصعيد الشعبي .
وعلى
صعيد الساحة السنية يسال الدبلوماسيون حول مواقف الجماعة الاسلامية وانخراطها في
المعركة الى جانب حزب الله وهل لا تزال هناك اعتراضات سنية ضد الحزب .
ويضاف
لذلك يتابع الدبلوماسيون مواقف الاطراف المسيحية من الحرب وتأثير هذه المواقف على
الاوضاع الداخلية والمعركة الرئاسية والعلاقات بين مختلف الاطراف اللبنانية .
افاق
المرحلة المقبلة
لكن
كيف تنظر الاوساط الدبلوماسية الى افاق المرحلة المقبلة؟
معظم الاوساط
الدبلوماسية في بيروت ف تتحدث عن مؤشرات
سلبية جداً في المرحلة المقبلة تتعلق بالمستويين السياسي والأمني في البلاد،
ومرتبطة حصراً بتطورات الحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية اللبنانية.
وتحدثت بعض المصادر الاعلامية في بيروت عن مقاربة
جديدة من قبل الاوساط الدبلوماسية لمسار
المواجهة المفتوحة على طول الحدود الجنوبية اللبنانية عما كانت عليه في السابق.
وبينما كانت الاوساط الديبلوماسية قبل أسبوع تتحدث عن استمرار الوضع الراهن على ما
هو عليه إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تبدل الحديث مؤخرا، لا بل
انقلب رأسا على عقب، وبرزت مخاوف من قبل هذه الاوساط عن استدراج حزب الله لحرب
مفتوحة من قبل اسرائيل .
وتحدثت الاوساط
الدبلوماسية عنمفاجآت غير سارة من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،
الذي سيعود من واشنطن أكثر تفلتا، وغير آبه بكل الضغوط التي تمارس عليه لمنع توسيع
الحرب.
وأوضحت أن رئيس الحكومة
الإسرائيلية لن يتردد في إعطاء الموافقة على عمليات عسكرية في لبنان تؤدي إلى
ارتكاب مجازر كما حصل في "المواصي” في خان يونس.
وأكدت أن نتنياهو أعطى
تعليمات مباشرة على المستىوى العسكري – الأمني الإسرائيلي بتصعيد عمليات الاغتيال
لقيادات في حزب الله والجماعة الاسلامية أيا كانت التداعيات.
والخطير أن الموفدين
الأمنيين الذين زاروا بيروت أخيرا والتقوا مع ممثلين من حزب الله، ليست لديهم
معطيات عن طبيعة العمليات العسكرية والأمنية في المرحلة الثالثة، لا في قطاع غزة
ولا في لبنان.
وبانتظار حسم الموقف
الاسرائيلي من اتفاق وقف إطلاق النارفي غزة فان كل المؤشرات تؤكد ان المرحلة المقبلة ستكون
اصعب وان التصعيد العسكري يتقدم على كل الاحتمالات ولا سيما في ظل التطورات في
اليمن وما جرى على الجبهة الجنوبية في الايام الاخيرة .
قاسم قصير