العدد 1633 /9-10-2024

حسان القطب..

الاندفاعة العسكرية الاسرائيلية على الساحة اللبنانية، واطلاق العنان لحربٍ مدمرة، تستهدف تدمير البنى التحتية، والامكانات الاقتصادية، والابنية السكنية، في القرى الجنوبية والبقاعية، كما في الضاحية الجنوبية، كشف عن استراتيجية حربية اسرائيلية مختلفة عن تلك المتبعة في الحرب على غزة..

في غزة، تستهدف اسرائيل كل ما يمكن تدميره من مجمعات سكنية، مدارس وجامعات ومستشفيات، ومؤسسات حكومية، وبنى تحتية تشمل مصالح المياه والكهرباء..وبعبارة اوضح فإن الحرب الاسرائيلية تستهدف الشعب الفلسطيني برمته في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية، ولكن بوتيرة اقل.. والهدف ليس ضرب الفصائل الفلسطينية وحركة حماس بالتحديد، بل التأثير على معنويات الشعب الفلسطيني وفك الارتباط والترابط بين الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة.. وكذلك لتشجيع الفلسطينيين على الهجرة الى الخارج مع اية فرصة تلوح في الافق.. او تعتبر انها ممكنة..

اما في لبنان.. فإن الحرب الاسرائيلية..تقوم على التالي:

- واستهداف القادة الميدانيين من حزب الله ومن القوى المؤيدة او المشاركة في محور طهران

- استهداف القادة السياسيين من الامين العام الى مسؤولي المناطق والوحدات التنظيمية..لضرب الادارة السياسية والامنية للمعركة..

- ضرب البنية العسكرية البشرية مع تفجير الاجهزة الالكترونية وما ادت اليه من خسائر بشرية

- قصف مخازن الاسلحة والذخيرة في اي مكانٍ كانت.. لاضعاف قدرات حزب الله الهجومية كما الدفاعية

- تفريغ المناطق السكنية من قرى وبلدات ومناطق يعتبر جمهورها مؤيد لحزب الله وسياساته

- حصار جزئي للمرافق اللبنانية التي من الممكن ان يستفيد منها حزب الله لوجستيا وتعبوياً ومادياً

- تحييد كافة المناطق اللبنانية كما المكونات اللبنانية الاخرى عن الاستهداف المباشر الا بما تتطلبه معركة التصفيات القيادية

- عدم ضرب البنية التحتية اللبنانية.. من جسور وطرقات وكهرباء ومياه.. باستثناء ما يلزم لتشديد الضغط على الداخل اللبناني

- لم يتم استهداف الاعلام والاعلاميين في لبنان كما جرى ولا زال يجري في قطاع غزة والضفة الغربية..

- انذار المواطنين لالاخلاء قبل القصف ومحاولة الظهور بما يوحي بالحرص الاسرائيلي على حياة المدنيين.. وهذا لا يتم تطبيقه في غزة..

- ابقاء مواقع قوات اليونيفيل والجيش اللبناني بمنأى عن اي استهداف ولو خاطيء.. او بالخطأ..

- لم يتم حصار لبنان كلياً كما جرى في حرب 2006..حيث ان المطار والمرفأ والمعابر الحدودية لا زالت عاملة.. باستثناء معبر المصنع..

- الحصار البحري محدود من جنوب نهر الاولي الى الناقورة فقط..

ما الذي تريده اسرائيل:

- اكد نتنياهو في كلمته الاخيرة على ان الاستراتيجية الاسرائيلية من الحرب على لبنان..تهدف للفصل بين حزب الله كتنظيم وميليشيا عن باقي اللبنانيين..عندما طالب اللبنانيين بالانتفاض على هيمنة حزب الله..

- الضغط الاسرائيلي العسكري الجوي والمدفعي.. يرفع من مستوى الخسائر المادية والبشرية، لفك الترابط بين بيئة حزب الله الحاضنة وتنظيم حزب الله

- قصف امكانات حزب الله الاقتصادية والاجتماعية، لاضعاف قدرة بيئته على الصمود، كما للبحث عن راعٍ بديل في المستقبل..

- حرمان ايران من خدمات اهم اداةٍ لها في العالم العربي..(حزب الله)

- اخراج ايران من معادلة الصراع العربي – الاسرائيلي.. (القضية الفلسطينية)..

الخلاصات المتوقعة

- تغيير الواقع السياسي والامني في لبنان يعتبر الهدف الاساس لهذه الحرب التي بدات مناوشات واسناد وتطورت الى حربٍ مفتوحة كما يبدو واضحاً...

- القرار الاممي 1701.. لم يعد مناسباً للمرحلة المقبلة..بالنسبة لاسرائيل واعلان (بري، ميقاتي، جنبلاط) عن الالتزام بتطبيقه جاء متأخراً مع تطور الصراع والحرب المفتوحة والمتغيرات الدولية وفشل الوساطات..

- الحرب تهدف الى تحقيق تغيير حقيقي على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والكيان الغاصب.. بحيث يتوقف اطلاق النار وبالتالي انهاء حالة الحرب بتطبيق قرار اممي جديد ينص على رسم نهائي للحدود وربما تسوية نهائية..للصراع..

- والاحتمال الابرز .. هو وضع لبنان تحت الفصل السابع بقرار أممي يعطي كامل الصلاحية للقوات الدولية في مساندة ودعم الجيش اللبناني لتطبيق القرارات الدولية كافة وبسط سلطة الدولة على كل الاراضي اللبنانية ونزع سلاح الميليشيات واغلاق المعابر غير الشرعية...بدعم دولي كامل..

مما يخرج اسرائيل من الصراع مع لبنان وحزب الله، ليصبح هذا الامر مسؤولية دولية...؟؟؟؟؟

من هنا ندرك طبيعة الحرب الاسرائيلية المختلفة عن سابقاتها..وخطورة استمرار الحرب بهذه الوتيرة وهذه التوجهات على مستقبل الصراع والمنطقة ولبنان....