العدد 1358 / 17-4-2019

قابل دعاة الاحتجاجات في السودان الدعم السعودي الإماراتي، للمجلس العسكري الانتقالي بريبة لافتة لا تخلو من اتهامات بأن رؤوس المجلس الذي يدير البلاد حاليا ضمن لعبة المحاور.

وتشير تقارير إلى أن رئيس المجلس العسكري الفريق أول عبد الفتاح البرهان تولى عملية تنسيق إرسال الجنود السودانيين إلى اليمن ضمن تحالف تقوده السعودية ضد الحوثيين منذ آذار 2015.

كما أن معظم القوات البرية في حرب اليمن تتبع نائب رئيس المجلس الفريق أول محمد حمدان حميدتي قائد قوات الدعم السريع.

واتخذ حميدتي مواقف اعتبرها مراقبون داعمة للاحتجاجات منذ شباط الماضي عندما قال إن قواته لا علاقة لها بعمليات فض المظاهرات.

وظهر الرجل بعد الاعتصام 9 نيسان الجاري حاثا قواته على عدم فض المحتجين، وإثر ذلك ظهرت قواته قرب قيادة الجيش ليتخذ مواقف أكثر دعما وهو يرفض المشاركة في المجلس العسكري الأول ويقبل دخول المجلس الحالي.

دعم خليجي

وكانت السعودية والإمارات أولى الدول التي اتخذت مواقف داعمة للسودان في ظل المجلس العسكري الجديد، حيث أعلنت الدولتان يوم السبت تأييدهما لإجراءات المجلس العسكري الانتقالي في السودان.

وبحسب بيان لوكالة الأنباء السعودية فإنه "إسهاما من المملكة في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني الشقيق، فقد صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية".

وتقدمت الخارجية السودانية عبر بيان يوم الأحد بالشكر للدول التي بادرت بمد يد العون للسودان لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التى يمر بها حاليا وتطلعت لتعاون اقتصادي فعال من المجتمع الدولى، يتيح للسودان الاستغلال الأمثل لموارده الطبيعية والاقتصادية الزاخرة والكفيلة بتمكينه من أن يكون أحد أعمدة الأمن الغذائى إقليميا ودوليا، ومن المساهمين فى التطور الاقتصادي والاجتماعى على مستوى القارة الأفريقية.

وأفاد البيان بأن ذلك يتطلب تنفيذ الالتزام الدولى نحو السودان باعتباره دولة خارجة من نزاع، بإعفاء ديونه وإزالة العقبات التي تحول دون تلقيه للمساعدات والتمويل من المؤسسات الدولية.

ويعاني السودان من صعوبات اقتصادية وصلت إلى شح النقود والوقود والمواصلات، فضلا عن ندرة وغلاء الخبز الذي شكل شرارة أشعلت فتيل الثورة في 19 كانون الأول الفائت.

وطوال أكثر من مئة يوم ظلت هذه الأزمات ماثلة دون حلول من حكومة الرئيس السابق عمر البشير.

هواجس ومخاوف

لكن النشطاء ودعاة الاحتجاجات لا يخفون مخاوفهم من الدعم السعودي والإماراتي ويرون أنه يبقي السودان ضمن لعبة المحاور الخليجية.

وغرد الإعلامي السوداني المقيم في لندن خالد الأعيسر في تويتر قائلا: "بدأ التدخل العربي والدولي في شؤون السودان ولن نترك المتآمرين ليكملوا أجنداتهم ومشاريعهم خصما على استقرار السودان".

ودوّن وليد معروف على حسابه في فيسبوك "دعم سعودي قبل وضوح الرؤية نذير شؤم...".

وقال سموأل حاج عثمان وهو من أنصار الحكومة السابقة على فيسبوك: "المشكلة أن استعداء (ولي عهد أبو ظبي محمد) بن زايد و(ولي عهد السعودية) محمد بن سلمان معناه قفل بلف (ضخ) الدولارات، مما سيؤدي لمزيد من الأزمات الاقتصادية وعدم معالجة الوضع الحالي .

في الميدان

ولا يبدو البعد الخارجي المتمثل في تعهدات الرياض وأبو ظبي حاضرا في ميدان الاعتصام لانشغال المعتصمين بإنجاز "ثورة" ما زالت الدولة العميقة تحاول إفشالها، بحسب ما يقول خالد فتحي عضو سكرتارية شبكة الصحفيين.

ويرى المتحدث باسم إعلان قوى الحرية والتغيير شهاب إبراهيم أن الدعم السعودي الإماراتي مفهوم في إطار تحالفات الدولتين مع النظام السابق ومصالحهما المرتبطة بوجود قوات سودانية في اليمن.

ويقول إبراهيم إن الرياض وأبو ظبي تريدان كسب ود النظام أو الحكام الجدد وليس أمامهما سوى دعم إجراءاتهم.

ويحذر من أن السعودية والإمارات يخططان لتمكين المجلس العسكري بقيادة البرهان عبر تقديم دعم اقتصادي لحلحلة أزمات البلاد وبالتالي يكسب المجلس ثقة السودانيين، محاولة لإعادة إنتاج النظام بشكل آخر.