العدد 1669 /25-6-2025

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الأحد، عدم تسجيل ارتفاع في مستويات الإشعاع بالمنشآت النووية في إيران، بما فيها موقع فوردو، في أعقاب الضربات الأميركية فجر اليوم. وتسود خشية من حدوث تسرب للإشعاعات من المنشآت الإيرانية النووية، ما يهدد بكارثة بيئية في المنطقة، نتيجة الضربات الإسرائيلية والأميركية بعد انضمام واشنطن إلى الحرب. وأوضحت الوكالة في منشور على منصة إكس أنها لم تتلق أي بلاغ بعد بشأن رصد أي ارتفاع في مستويات الإشعاع في المنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أنها تقييمات إضافية للوضع في إيران مع توفر المزيد من المعلومات.

من جهته، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، أن المنشآت النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة في إيران لا يُتوقع أن تُحدث آثاراً صحية سلبية على السكان أو البيئة المحيطة، وفقاً للمعلومات الأولية التي تلقتها الوكالة من الجانب الإيراني. وقال في بيان مكتوب صدر عن الوكالة: "لا نتوقع أن تؤثر الهجمات على صحة الناس في المناطق المحيطة بالمواقع المستهدفة في إيران"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوضع الأمني والسلامة النووية في إيران "بات مقلقاً للغاية".

وأوضح أن الوكالة تسلمت من السلطات التنظيمية في طهران بيانات تؤكد عدم تسجيل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع خارج المنشآت المستهدفة، بما في ذلك منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم. لكن غروسي لفت إلى أن المعلومات التي كانت بحوزة الوكالة قبل بدء الهجمات الإسرائيلية في 13 يونيو/حزيران الجاري، تشير إلى أن المنشآت المستهدفة، وبينها أصفهان ونطنز، كانت تحتوي على مواد نووية بأشكال متعددة من التخصيب، ما قد يؤدي إلى تلوث إشعاعي وكيميائي محتمل نتيجة القصف.

وأكد المدير العام أن الوكالة تواصل مراقبة الوضع من كثب، مشدداً على ضرورة "وقف الأعمال العدائية" في المنطقة كي تتمكن فرق الوكالة من استئناف عمليات التفتيش والمراقبة على الأرض. وأشار غروسي إلى أن مجلس محافظي الوكالة سيعقد جلسة استثنائية يوم غد الاثنين لمناقشة تطورات الوضع في إيران، وسيقوم خلالها بتقديم إحاطة رسمية حول آخر المستجدات.

وأكدت السلطات الإيرانية، الأحد، أنه لا توجد "علامات تلوث" إشعاعي بعد الهجمات الأميركية. وقال المركز الوطني لنظام السلامة النووية، الذي يعمل تحت إشراف منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنه "لم تُسجَّل أي علامات على تلوث... لذلك لا يوجد أي خطر على السكان الذين يعيشون حول المواقع".

كذلك، أعلنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية "عدم رصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة ودول الخليج العربية نتيجة الاستهدافات العسكرية الأميركية لمرافق إيران النووية". ومن جهته، قال الحرس الوطني الكويتي في بيان عبر منصة إكس، الأحد، إنه لم يُرصَد أي ارتفاع في معدلات الإشعاع في الأجواء والمياه الكويتية بعد الهجمات الأميركية على إيران. وقال البيان: "مركز سمو الشيخ سالم العلي للدفاع الكيماوي والرصد الإشعاعي لم يرصد أي ارتفاع بمعدلات الإشعاع في الأجواء والمياه الكويتية".

 

من جهتها، أكدت وزارة البيئة والتغير المناخي القطرية، عدم تسجيل أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في الهواء أو في المياه الإقليمية بدولة قطر، وذلك بحسب الشبكة الوطنية للرصد الإشعاعي والإنذار المبكر والتي قالت الوزارة إنها تضم محطات أرضية وبحرية موزعة في مختلف مناطق الدولة، وتعمل على رصد مستويات الإشعاع بشكل مستمر، وإصدار تنبيهات فورية عبر نظام الإنذار المبكر المرتبط بها، لضمان سرعة الاستجابة في حال حدوث أي ارتفاع غير طبيعي في الإشعاع.

وأضافت أنها تواصل التنسيق والمتابعة مع مركز الحوادث والطوارئ التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمواكبة أي مستجدات ذات صلة على الصعيد الإقليمي، ودعت وزارة البيئة والتغير المناخي، جميع المواطنين والمقيمين إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية. وكانت الأمانة العامة لدول لمجلس التعاون الخليجي قد أعلنت في وقت سابق "عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية، في دول مجلس التعاون الست، نتيجة الأحداث التي شهدتها المنطقة اليوم".

كما أعلنت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في العراق عدم تسجيل أي "تلوث إشعاعي". وذكر بيان الهيئة أنه "من خلال متابعة ورصد قياسات منظومات الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر وقياسات الخلفية الإشعاعية في المنافذ الحدودية، لم يتم تأشير وجود تلوث إشعاعي يذكر، وأن جميع القياسات كانت ضمن حدود الخلفية الإشعاعية الطبيعية".

وفي مصر، أعلنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية أنّ "مصر بعيدة تماماً عن أي تأثير مباشر نتيجة استهداف منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية"، مشيرة في بيان صحافي، الأحد، إلى أنها "تتابع بشكل مستمر، وعلى مدار الساعة، الوضع الإشعاعي في المنطقة". وأضافت الهيئة أن خبراءها "لم يتلقوا أية بلاغات عن تغييرات أو ارتفاعات في مستويات الإشعاع من جانب الدول المجاورة لإيران حتى الآن"، مستطردة بأنها "على اطلاع بالتطورات المتعلقة بوضع المنشآت النووية في المحيط الإقليمي ارتباطاً بتداعيات الأحداث الجارية".

ودخلت الولايات المتحدة الحرب الإسرائيلية ضد إيران، فجر الأحد، بإعلان الرئيس دونالد ترامب تنفيذ هجوم وصفه بـ"ناجح للغاية" استهدف ثلاثة مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال" إن الطائرات الأميركية "أسقطت حمولة كاملة من القنابل" على موقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني "بسلام".