العدد 1341 / 12-12-2018

قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، إن بلاده نجحت بالتصدي لحدوث أزمة إنسانية كبيرة بإدلب من خلال اتفاقها مع روسيا، وإن أنقرة تولي أهمية لكسر الممر الإرهابي المراد تشكيله شرق الفرات.

جاء ذلك في كلمة ألقاها المسؤول التركي مساء الاثنين، باسم الحكومة، أمام البرلمان خلال مناقشة مشروع الميزانية العامة للبلاد لعام 2019، بحسب مراسل الأناضول.

وذكر أوقطاي أن "تنظيم داعش الإرهابي تعرض لهزيمة نكراء من خلال عملية درع الفرات، كما أن عملية غصن الزيتون أفسدت اللعبة التي يتم وضعها من خلال تنظيم ب ي د".

وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية "درع الفرات"، من تطهير مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتا الباب وجرابلس، من تنظيم "داعش" الإرهابي، في الفترة بين شهر آب 2016، و آذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.

وفي 24 آذار الماضي، تمكنت القوات التركية و"الجيش الحر" عبر عملية "غصن الزيتون"، من تحرير عفرين بالكامل من تنظيمات "ي ب ك / بي كا كا" و"داعش" الإرهابية، بعد 64 يوما من انطلاقها.

وأضاف نائب الرئيس التركي قائلا "لقد منعنا أزمة إنسانية كبيرة في إدلب بفضل التفاهم المبرم مع روسيا والمدعوم من إيران، وعلى أجندتنا الآن كسر الممر الإرهابي المراد تشكيله شرق الفرات".

وفي 17 أيلول الماضي، أعلن الرئيس أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اتفاقا من مدينة سوتشي على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب ومحيطها.

أمن الحدود الجنوبية لتركيا

وفي سياق حديثه عن أمن الحدود الجنوبية لبلاده، قال نائب الرئيس التركي إنهم يقومون بجهود هامة من خلال التعاون مع الحكومة العراقية بشأن تطهير شمالي العراق من المنظمة الإرهابية الانفصالية (بي كا كا).

واستطرد قائلا "ليس من الممكن بمكان أن نقف صامتين دون أن نبدي ردة فعل حيال أي تطورات بالعراق وسوريا اللتين تمتدان على طول كافة الحدود الجنوبية لتركيا، فنحن (شعبا ودولة) ننظر إلى كافة الأحداث في هذين البلدين على أنها مسألة بقاء بالنسبة إلينا".

وتابع "ومن ثم نحن لم ولن نتوانى عن حشد كافة إمكاناتنا العسكرية والسياسية والتجارية والدبلوماسية، والإنسانية من أجل أمن حدودنا في المنطقة المتاخمة لحدودنا الجنوبية".

العلاقات التركية الأمريكية

وبخصوص العلاقات التركية ـ الأمريكية، ذكر نائب الرئيس أردوغان أن تلك العلاقات مرت بفترة مضطربة خلال الآونة الأخيرة.

وأضاف "نرى أننا في الآونة الأخيرة نتبنى مقاربات مختلفة عن التي تتبناها تلك الدولة(الولايات المتحدة)، لا سيما بخصوص تنظيمي ب ي د، وفتح الله غولن الإرهابيين".

واستطرد "كما أن العقوبات الأمريكية التي فرضت علينا من قبل، تشكل وجها آخر متأزما من العلاقات الثنائية بيننا"، مضيفا "وما تطلبه تركيا من أمريكا هو أن تتحرك بشكل يتناسب مع روح الشراكة بيننا".

ولفت أن "أمريكا التي تعارض هذه الممارسات الإسرائيلية، بكل تأكيد سيكون لها دور كبير في حل المشكلات القائمة في منطقتنا، فالولايات المتحدة يمكنها أن تكون شريكا جديرا بالثقة كما كانت في الماضي".

ـ المساعدات الإنسانية التركية

في شأن آخر، أشاد أوقطاي بالدور الكبير الذي تقدمه بلاده في مجال المساعدات الإنسانية على المستوى الدولي، مشيرا أنها أنفقت ما يقرب من ملياري دولار أمريكي في هذا السياق.

في السياق ذاته ذكر أن عدد الأجانب الموجودين في تركيا وصل الى 4.7 ملايين شخص، منهم أكثر من 3.6 ملايين من السوريين.