العدد 1455 /31-3-2021

تعثرت الجهود الرامية لتحديد الخطوات الأولية للولايات المتحدة وإيران لاستئناف الامتثال للاتفاق النووي المبرم عام 2015، وقد نقل موقع "أكسيوس" (axios) عن مصادر أميركية وإسرائيلية أن إيران رفضت مقترحا أميركيا يتضمن خطوات الإفراج عن أموال إيرانية في كوريا الجنوبية، مقابل أن تتراجع إيران عن بعض خطوات خفض الالتزام بالاتفاق النووي وتشمل خفض تخصيب اليورانيوم.

ورغم التعثر، نقلت وكالة رويترز عن 3 مسؤولين غربيين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإيران تواصلتا بشكل غير مباشر عبر الأطراف الأوروبية في الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، وأنهم يعتقدون أن طهران تريد الآن مناقشة خطة أوسع للعودة إلى الاتفاق.

كما قال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه لوكالة رويترز "ما سمعناه أنهم كانوا مهتمين في البداية بسلسلة من الخطوات الأولية ولذا كنا نتبادل الأفكار بشأنها".

وأضاف أنه "يبدو مما نسمعه علنا الآن، ومن خلال وسائل أخرى، أنهم قد يكونون غير مهتمين (بمناقشة) الخطوات الأولية، ولكنهم (مهتمون بمناقشة) خارطة طريق للعودة إلى الامتثال الكامل".

يأتي ذلك بينما ذكرت مصادر أميركية أن واشنطن أبلغت طهران باستعدادها لعودة متزامنة لالتزام كامل ببنود الاتفاق النووي، كما أكد البيت الأبيض استعداده للدخول في عملية دبلوماسية مثمرة مع إيران.

وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري نقلا عن مسؤولين أميركيين بن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت إيران أنها مستعدة للقيام بخطوات أولى على أساس متبادل، أو أن يعود الطرفان إلى التزام كامل ببنود الاتفاق النووي.

وأضاف الموقع أن واشنطن تواجه 3 عوائق تحول دون إحراز تقدم مع إيران في الملف النووي، هي الافتقار لقنوات الاتصال المباشر مع إيران، والانقسامات في القيادة الإيرانية، والانتخابات الرئاسية في إيران.

وذكر موقع "أكسيوس" أن الاتصالات غير المباشرة مع إيران تستهلك وقتا، وأنها أدت في أكثر من مناسبة إلى سوء فهم بين الأطراف.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الإدارة الأميركية ملتزمة بالعمل الدبلوماسي مع إيران، والذي قد يأخذ وقتا في بعض الأحيان.

وأضافت ساكي أن واشنطن مستعدة للدخول في عملية دبلوماسية مثمرة من أجل أن تفي إيران بالتزاماتها ضمن إطار الاتفاق النووي.

وكان موقع "بوليتيكو" (Politico) كشف عن اقتراح أميركي يطلب من إيران وقف بعض أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين يدركون أنه في حال عدم حدوث اختراق في الأسابيع المقبلة فمن غير المرجح تحقيق أي تقدم حتى سبتمبر/أيلول المقبل.

ومن ناحية أخرى، ذكر قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحث الثلاثاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ملفات عدة، حيث اتفقوا في مؤتمر عبر الفيديو على تنسيق الجهود لإعادة إيران إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها الدولية في أسرع وقت ممكن.

وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف واشنطن إلى التخلص مما وصفها بالعادات السيئة في السياسة، مؤكدا أن ذلك لا يحدث إلا بقرار صعب.

واتهم ظريف الرئيس الأميركي بالسير على نهج سلفه دونالد ترامب حين يتمسك بالعقوبات، واصفا دعوة أميركا لبلاده بالالتزام بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن، بأنها "مفارقة مؤسفة ومستهجنة".

أما قائد الحرس الثوري حسين سلامي فقال إن بلاده لا تولي أهمية للعقوبات، ولا تحتاج إلى الاتفاق النووي، معتبرا أنه إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات فإن ذلك يعد إنجازا لبلاده، وفي حال عدم رفعها فإن "إيران ستنتصر لأن العقوبات باتت غير مؤثرة".