العدد 1380 / 2-10-2019

لا تزال الرواية التي صدّرتها السلطات السعودية، صباح يوم الأحد، عن مقتل حارس الملك سلمان بن عبد العزيز الشخصي، اللواء عبد العزيز بن بداح الفغم، بمنزل أحد أصدقائه في مدينة جدة، لا تحظى بقناعة لدى كثيرين، حتى في أوساط قبيلته آل مطير، التي تستعد لإرسال وفد منها إلى الملك، لطلب نتائج التحقيقات النهائية في الجريمة.

وقال المتحدث الإعلامي بشرطة مكة المكرمة، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية "واس"، إنّ الفغم قُتل بينما كان في زيارة لصديقه فيصل السبتي بمنزله، ودخل عليهما صديق ثالث لهما هو ممدوح بن مشعل آل علي، وأثناء الحديث تطور النقاش بينهما ليخرج ممدوح ثم يعود وبيده سلاح ناري، أطلق منه النار على الفغم فأرداه قتيلاً، وأصاب شقيق صاحب المنزل إضافة إلى عامل من الجنسية الفيليبينية.

وبحسب الرواية الرسمية السعودية، فإنّ الجهات الأمنية وصلت إلى موقع الحادث وقامت بمحاصرته ومطالبة القاتل بتسليم نفسه، لكنه تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن مما أدى إلى مقتله وإصابة خمسة منهم إصابات طفيفة.

وشُيع الفغم، مساء يوم الأحد، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث تقدم جنازته عدد كبير من المسؤولين وقادة الدولة الأمنيين.

واحتفظت السلطات السعودية بالشهود، وهم صاحب المنزل وشقيقه المصاب، إضافة إلى العامل من الجنسية الفيليبينية، بانتظار تحسن حالتهم الصحية للإدلاء بشهاداتهم حول الحادثة.

وقدم والد القاتل، مشعل ممدوح آل علي، وهو عضو في مجلس الشورى السعودي، تعازيه لعائلة الفغم عبر حسابه في موقع "تويتر.

وشارك والد القاتل في مراسم العزاء، حيث قدم تعازيه لأسرة المقتول، كما بينت عدد من مقاطع الفيديو المنتشرة في فضاء التواصل الاجتماعي السعودي.

وتعد عائلة القاتل (آل علي) مقربة من النظام السعودي ومن الأسرة الحاكمة، إذ يعمل والد القاتل كعضو في مجلس الشورى ومستشاراً للأسرة الحاكمة، بينما تكون عمته الأميرة مشاعل آل علي طليقة الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.

وأثارت الحادثة جدلاً كبيراً بين النشطاء السعوديين، إذ تساءلوا حول الأسباب الحقيقية للخلافات بين حارس الملك الشخصي ورجل أعمال من الأسر المقربة للنظام الحاكم، إضافة إلى كيفية عدم إصابة القاتل بأي إصابات، رغم أنّ الفغم يعد أحد أكفأ الحراس الأمنيين، ويحمل تصريحاً بحمل السلاح طوال 24 ساعة حتى خارج أوقات خدمته.

ويُعد عبد العزيز الفغم، الذي ولد في عام 1971، أحد أشهر الحراس الأمنيين في العالم، حيث تدرج في الرتب بعد تخرجه من كلية الملك خالد العسكرية في الرياض، ثم عُيّن في الحرس الوطني التابع للملك عبد الله بن عبد العزيز، قبل أن يُنقل إلى الحرس الملكي، حيث عين كمرافق شخصي للملك عبد الله بن عبد العزيز، خلفاً لوالده بداح بن عبد الله بن هايف الفغم، الذي عمل مرافقاً للملك عبد الله مدة 30 عاماً.

وبعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، انتقل الفغم للعمل كحارس شخصي للملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولاً عن أمنه الشخصي.