العدد 1375 / 28-8-2019

لم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني خلال أسابيع، سعيا لمفاوضات محتملة للتوصل إلى تسويةٍ للأزمة الراهنة المرتبطة بالملف النووي الإيراني، تشمل تخفيف العقوبات المشددة عن طهران، وذلك بوساطة تقودها دول أوروبية.

وفي ختام قمة مجموع الدول السبع في بياريتس بفرنسا، التي استُدعي إليها يوم الأحد وبشكل مفاجئ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في عقد قمة بين ترامب وروحاني في الأيام المقبلة.

وأضاف ماكرون -خلال مؤتمر صحفي مع ترامب- أن الظروف تهيأت لعقد لقاء بين الرجلين، مضيفا أنه ونظيره الأميركي اتفقا على ضرورة أن تحترم إيران التزاماتها النووية بموجب الاتفاق المبرم بينها وبين القوى الكبرى عام 2015، فضلا عن احترامها الأمن في منطقة الخليج.

وردا على سؤال عن إمكانية عقد لقاء مع روحاني، قال الرئيس الأميركي إن من المنطقي بالنسبة له أن يعقد محادثات مع روحاني خلال أسابيع إذا كانت الظروف مواتية لذلك.

وأضاف أن على إيران أن تكون لاعبا جيدا في المنطقة، وأوضح أن الرئيس الفرنسي أخبره مسبقا عن قدوم وزير الخارجية الإيراني إلى القمة، مشددا على منع إيران من حيازة السلاح النووي.

وفي إشارة إلى إمكانية تخفيف العقوبات التي تفرضها بلاده على إيران في إطار اتفاق محتمل، قال ترامب إن دولا عدة ستقدم خط ائتمان لإيران لتسيير أمورها بضمان نفطها، مؤكدا في الوقت نفسه أنه ليس منفتحا على منحها تعويضا عن العقوبات التي أفضت إلى وقف صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير، وفق ما تقول واشنطن.

وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي عن إمكانية لقائه نظيره الإيراني بعد يوم من تأكيده أن قادة الدول السبع اقتربوا من التوصل لاتفاق بشأن إيران، وأن بلاده لا تسعى لتغيير النظام في طهران.

ووفق موقع قناة الحرة الأميركية، فإن اللقاء المحتمل بين الرئيسين الأميركي والإيراني قد يعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.

وفي الأسابيع الماضية، بدت الولايات المتحدة على شفا مواجهة عسكرية بعد حوادث عدة في مضيق هرمز والخليج، شملت إسقاط طائرة مسيرة أميركية وتعرض ناقلات نفط لانفجارات غامضة أو للاحتجاز من قبل السلطات الإيرانية.

وساطة أوروبية

وبدا الإعلان عن لقاء محتمل بين ترامب وروحاني ثمرة لوساطة فرنسا ودول أوروبية أخرى من أجل وضع حد للتوترات الراهنة في الخليج، والعودة لتطبيق الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن، في حين قلصت طهران التزاماتها بمقتضاه.

وكان وزير الخارجية الإيراني شارك يوم السبت في لقاء على هامش قمة بياريتس بدعوة من الرئيس الفرنسي، وبمشاركة مسؤولين أوروبيين آخرين.

وفي حزيران الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي أن الآلية الخاصة بالتبادل التجاري مع إيران وتفادي العقوبات الأميركية أصبحت جاهزة.

خيار الحوار

وفي طهران، عبّر الرئيس الإيراني عن تأييده خيار الحوار لحل الأزمة المتعلقة ببرنامج بلاده النووي.

وقال روحاني -في خطاب بثه مباشرة التلفزيون الرسمي- إنه يعتقد بضرورة استخدام أي أداة ممكنة من أجل تنمية البلاد وتقدمها.

وفي إشارة على ما يبدو إلى الرئيس الأميركي، أكد روحاني أنه لو يعلم أن مشكلة البلاد ستحل لو التقى شخصا فلن يمتنع عن ذلك، وفق ما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء.

وتأتي تصريحات روحاني فيما تواجه حكومته انتقادات بسبب زيارة ظريف إلى بياريتس بدعوة من الرئيس الفرنسي. وكان الرئيس الإيراني أكد قبل أيام أنه لا مكان للمفاوضات مع واشنطن في ظل استخدامها القوة، مشددا على ضرورة رفع العقوبات الأميركية عن بلاده.