العدد 1397 / 22-1-2020

في 14 كانون أول الماضي، انطلق أول موكب احتجاجي لـ"الزحف الأخضر" بالعاصمة السودانية الخرطوم، تلبية لدعوات عبر مواقع التواصل لـ"تصحيح مسار الثورة وتحقيق شعاراتها"، وفق القائمين عليها.

مسيرات سرعان ما فجرت ردود أفعال متباينة، حيث دعا رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى سنّ تشريع من خلال قانون ينظم التظاهرات ويحدد أهدافها والقائمين عليها.

فيما ربط نائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أثناء تعليقه على أحداث تمرد جهاز المخابرات يوم الثلاثاء الماضي، بالعاصمة الخرطوم، بين مسيرات "الزحف الأخضر" والتمرد نفسه، معتبرا أن الأمر "مؤامرة" تحاك ضد الثورة السودانية، وهدفها "إرباك" المشهد السياسي بأكمله.

"الزحف الأخضر"

اختيار اللون الأخضر يأتي في إشارة رمزية للامكانات الزراعية الكبيرة التي يتمتع بها السودان، والتي يمكن أن تساهم في إخراج شعبه من الضائقة المعيشية التي يمر بها، بحسب مصدر من مكتب إعلام مواكب "الزحف الأخضر".

وفي 11 يناير/ كانون ثان الجاري، طالب آلاف المحتجين السودانيين بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط)، في ثاني موكب لـ"الزحف الأخضر"، برحيل الحكومة الانتقالية، و"عدم المساس بالشريعة الإسلامية".

وتبنت تيارات وأحزاب إسلامية متعددة الدعوات للمشاركة في "الزحف الأخضر"، وتنوعت الأسباب التي أوردتها تلك الأحزاب لقراراتها المشاركة في الفعالية الاحتجاجية.

ومن الأسباب، الاعتراض على سياسات الحكومة التي قالوا إنها "انصرفت إلى الصراعات الحزبية، وتنفيذ أجندة سياسية ضيقة معادية للقيم والهوية السودانية الإسلامية، فضلا عن ممارستها للعزل والإقصاء".

لكن المتحدث باسم "تجمع المهنيين السودانيين" محمد ناجي الأصم، أشار في 10 كانون الاول الماضي، إلى أن بعض كوادر "المؤتمر الوطني" المنحل (حزب الرئيس المعزول عمر البشير) هم وراء الدعوة للمظاهرات 14 ديسمبر.

والأسبوع الماضي، وصف حميدتي تمرد هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة بأنه "مخطط مدروس للفتنة يقف وراءه صلاح قوش، مدير المخابرات السابق، عبر ضباط في الخدمة والمعاش، ضمن مخطط مواكب الزحف الأخضر في مدينة ود مدني، والموكبين القادمين في مدينة الفولة بولاية غرب كردفان والخرطوم".

وناشد حميدتي المواطنين عدم الاستجابة لها.

في المقابل، أكدت التنسيقة العامة لمواكب "الزحف الأخضر، الجمعة، استمرار المسيرات.

وفي بيان اطلعت عليه الأناضول، قالت:

نؤكد أن مسيراتنا المطلبية متواصلة رغم قرارات هؤلاء، والتي تنافي المواثيق الوطنية والدولية التي أقرت حرية التعبير، فهذه التظاهرات تهدف إلى تصحيح مسار الثورة والحفاظ على أهدافها السامية."

قانون لتنظيم التظاهرات.. رفض مسبق

تفاجأت الأوساط السياسية المحلية بإعلان البرهان، خلال مقابلة تلفزيونية مع القناة السودانية الرسمية، ردا على سؤال بسماح السلطات لمواكب "الزحف الأخضر في الفولة والخرطوم، أن الجهات العدلية ستقدم قانونا لتنظيم التظاهرات خلال الأسابيع القادمة.

وقال حزب المؤتمر السوداني (من مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير قائدة الاحتجاجات): "تواترت الأنباء نحو اتخاذ قرارات تقيد الحق في التظاهر تحت ذريعة التصدي لفلول النظام البائد".

وأضاف: "نحن في حزب المؤتمر السوداني نؤكد رفضنا البات لأي اجراءات تنقض على الحريات الأساسية تحت أي ذريعة من الذرائع".

من جانبه، دعا حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي أسسه المفكر الإسلامي الراحل الدكتور حسن الترابي، "العقلاء والحكماء إلى التحرك العاجل لاستدراك الأمور قبل استفحالها".

وقال الحزب في بيان إن "المطلوب الآن هو إعادة النظر فورا في تشكيل مؤسسات الانتقال العليا من مجلسي السيادة والوزراء، والإسراع بالتوافق على معايير إدارة الفترة الانتقالية، وإسناد المهام التنفيذية لكفاءات وطنية."