العدد 1358 / 17-4-2019

دعا ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي، الشعبين الجزائري والسوداني إلى الحفاظ على ثورتهما.

وحذر أقطاي من سرقة الثورتين مثلما حدث في مصر قبل ستة أعوام، معبرا عن أمله في أن يستطيع البلدان تشكيل حكومتين مدنيتين قادرتين على تحقيق طموحات وآمال الشعبين.

وأكد مستشار الرئيس أردوغان أن تركيا ما زالت مصرة على إتمام صفقة الحصول على أنظمة صواريخ إس 400 من روسيا، رغم الاعتراضات الأميركية.

وشدد أقطاي على حق تركيا في العمل على تأمين أراضيها وأجوائها، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، مؤكدا أن تراجع واشنطن عن قرار الانسحاب من سوريا يعد مساندة لقوى الإرهاب في المنطقة، ولا يخدم العلاقات بين البلدين.

وأوضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع عن موقفه من الانسحاب من سوريا، بعد توصيات إسرائيلية وأخرى من المحافظين الجدد في واشنطن.

وعن الانتخابات المحلية الأخيرة قال أقطاي :

في هذه الانتخابات حصل حزب العدالة والتنمية مع حليفه حزب الحركة القومية على نسبة 52% من الأصوات، وهي نسبة كبيرة مقارنة مع الانتخابات المحلية الماضية، والنتيجة في إسطنبول جاءت بسبب اتفاق كافة أحزاب المعارضة، ومع ذلك لم تحسم النتيجة لصالحها بسبب قوة مرشح حزب العدالة والتنمية، وما زلنا نؤكد أن النتيجة في إسطنبول لم تحسم حتى الآن. الدولة التركية قدمت نموذجا راقيا في إدارة الانتخابات، نتمنى أن تحذو حذوها دول المنطقة كافة، وأن تعطي شعوبها الحق في الاختيار الحر دون أي تأثير من قبل السلطة الحاكمة في البلاد.

الرئيس التركي طلب إعادة الانتخابات في إسطنبول.. وهذا طلب من الرئيس أردوغان ولكنه ليس أمرا، الرئيس طرف في الانتخابات ومن حقه أن يعترض على نتيجة بسبب وجود تزوير على نطاق ضيق لكنه يسمح بتغيير الفائز، فأردوغان لم يطلب إعادة الانتخابات لأن حزبه لم يفز فيها، ولكن طلب الإعادة لوجود بعض الشوائب في العملية الإنتخابية، والفارق وصل إلى عشرة آلاف صوت فقط من أصل تسعة ملايين.

وهناك أدلة تشير إلى أن عملية التزوير في إسطنبول تؤثر في النتيجة، في حال كان الفارق كبيرا بالطبع فلن يكون هناك مثل هذا الطلب. ومن حق الحزب والرئيس أردوغان المطالبة بإعادة الانتخابات ومن حق اللجنة العليا للانتخابات قبول الطلب أو رفضه لأنها لجنة مستقلة ولا يستطيع أحد في تركيا التأثير في عملها أو أن يأمرها لأن إدارتها ذاتية وقادرة على تقييم جميع الأدلة التي قدمها الحزب وعندها يأتي القرار إما القبول أو الرفض.

اما موقف تركيا مما يحدث في الجزائر والسودان فان تركيا لا تريد أن تصل ثورتا الجزائر والسودان إلى مرحلة تسرق فيها الثورتان مثلما حدث في مصر قبل ستة أعوام، الثورات من حق الشعوب، لأن الناس عندما يعترضون أو عندما يجدون أن حكوماتهم لا تمثلهم يدفعون باتجاه تغيير النظام وهذا حق شرعي، ولكن نأمل في أن يستمر الحراك الشعبي في البلدين ولا يفضي إلى انقلابات عسكرية جديدة.

فالانقلابات لا تجلب الخير والصلاح في البلدان ولكن يجلبون القتل والفساد والظلم، والخوف أن يأتي بعد كل ثورة انقلاب مثلما حدث في مصر وليبيا واليمن، كل ثوراتهم سرقت، نتمنى أن يكون الشعبان الجزائري والسوداني واعيين حتى لا يسرق المستقبل الذي دافعوا عنه بأرواحهم لتغيير النظم الفاسدة وعودة السلطة للشعب، ونأمل في أن تشكل حكومات مدنية في جميع الدول التي شهدت ثورات في العالم العربي حتى تستطيع مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة.