العدد 1393 / 1-1-2020

شهدت موسكو محادثات بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، حيث انتقد لافروف "الاستفزازات الأميركية" حيال إيران وأبدى قلقه من التوتر بمنطقة الخليج، في حين ندد ظريف بالقصف الأميركي في سوريا والعراق يوم الأحد.

وقال لافروف يوم الاثنين إن "أساليب واشنطن الاستفزازية حيال إيران واضحة"، معتبرا أن واشنطن تخالف القواعد الدولية بشأن الاتفاق النووي مع إيران وتدعو الجميع لعدم تنفيذ التزاماتهم بشأنه.

وأكد لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره ظريف، أن بلاده بذلت جهودا للحفاظ على الاتفاق النووي الذي تحاول واشنطن أن تنسفه، حسب قوله.

وفي موضوع ليبيا، قال لافروف "فيما يتعلق بفكرة إعلان منطقة حظر طيران فوق ليبيا، فإنها تذكرنا بشيء سيئ... لقد بدأ الناتو في قصف ليبيا بعد اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا بإعلان منطقة حظر طيران فوق ليبيا، والصلاحية الوحيدة التي أقرها مجلس الأمن هي أمر الدول المعنية بتأمين منطقة حظر الطيران".

واعتبر لافروف أن أعضاء حلف الناتو فقدوا مصداقيتهم مرة أخرى كشركاء قادرين على التفاوض، واستفادوا من هذا القرار من أجل البدء في قصف الأراضي الليبية، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن يستعيد "غزو الناتو" لليبيا إبان أواخر عهد الزعيم معمر القذافي.

كما أعرب لافروف عن قلق موسكو إزاء التوتر المتزايد في منطقة الخليج، وأضاف أن بلاده طرحت مفهومها للأمن الجماعي في هذه المنطقة، كما قدمت طهران مبادرة هرمز للسلام، وكلاهما يصُبّ في صالح توحيد الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة، حسب تعبيره.

القصف الأميركي

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع الحشد الشعبي في العراق وسوريا "غير مقبولة وستأتي بنتائج عكسية"، وحثت جميع الأطراف على تجنب إشعال التوتر في المنطقة.

ومن جانبه، وصف ظريف القصف الأميركي بغير المقبول، وقال إن واشنطن أغرقت شعبيْ العراق وسوريا في الدماء، في حين تبذل موسكو وطهران الجهود لإحلال السلام.

وتطرق ظريف إلى الوضع في إدلب السورية، مشيرا إلى سعي بلاده لفرض الأمن في ظل أوضاع هذه المنطقة "الهشة" بالتعاون مع روسيا وتركيا.

وأضاف ظريف "التعاون الثلاثي بين روسيا وسوريا وإيران ساعد على تشكيل اللجنة الدستورية، وهذا أمر مهم جدا".

من جهة أخرى، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي القصف الذي شنته الولايات المتحدة أمس على مواقع لكتائب حزب الله التابعة للحشد الشعبي العراقي، بأنه "مثال واضح على الإرهاب"، واصفا وجود القوات الأجنبية في المنطقة بأنه "سبب لانعدام الأمن والتوتر والأزمات".

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية استهداف قواعد لكتائب حزب الله العراقي في غربي العراق وشرقي سوريا ردا على هجمات صاروخية أدت إلى مقتل متعاقد أميركي قبل يومين، حيث أعلن الحشد الشعبي أن القصف الأميركي تسبب في مقتل 25 فردا وإصابة أكثر من 50 آخرين.