العدد 1330 / 26-9-2018

شددت حركة النهضة التونسية على تمسكها بالتوافق مع رئيس البلاد الباجي قايد السبسي , باعتبار أن التوافق كان المنقذ لتونس إبان الأزمات التي شهدتها خلال السنوات الماضية، نافية أن تكون قد طلبت القطيعة معه.

وجاء موقف حركة النهضة رداﹰ على إعلان السبسي يوم الاثنين خلال حوار تلفزيوني أن علاقته مع النهضة انتهت بعد أن فضلت الأخيرة تكوين ائتلاف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

ورغم تشديدها على التوافق، أقرت الحركة ذات التوجه الإسلامي بوجود "اختلاف في وجهات النظر" مع الرئيس السبسي، وقالت في بيان لها يوم الثلاثاء إن هناك اختلافا في "وجهات النظر" حول عدد من القضايا التي تعيشها البلاد وفي مقدمتها الاستقرار الحكومي.

وأكدت أن "الاختلاف في وجهات النظر لا يعني تنكر النهضة للعلاقة المتينة التي تربطنا بفخامة رئيس الجمهورية، بل هو من صميم الحياة الديمقراطية ومن متطلبات دقة المرحلة وجسامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تشغل الرأي العام الوطني"، مشددة على أنها ملتزمة بمسار التوافق مع الرئيس.

كما عبّرت النهضة عن تقديرها "لدور السبسي الوطني منذ انطلاق الثورة (كانون الثاني 2011) في إرساء ثقافة التشاور والحوار بين الفرقاء السياسيين، في مواجهة خيارات التفرد والإقصاء والمغالبة".

صراع علني

وكان الرئيس التونسي قد استقبل بداية الشهر الجاري في قصر قرطاج رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي قال عقب اجتماعهما إن حاجة البلاد للتوافق تمثل "قناعة مشتركة" مع الرئيس السبسي، مشيرا إلى أن اللقاء تناول الأزمة السياسية المتمثلة في توقيف اتفاقية قرطاج وتعليق العمل بها.

ومن بين القضايا الخلافية الحالية في تونس استمرار حكومة الشاهد، إذ تقول النهضة إنها تدعم الاستقرار الحكومي إلى حين إجراء انتخابات عام 2019 ، بينما يدعو حزب نداء تونس الذي أسسه السبسي عام 2012 ويقود الائتلاف الحكومي؛ إلى رحيل الحكومة الحالية، كما جمد عضوية الشاهد في الحزب.

ويشهد الحزب منذ فترة صراعا علنيا بين الشاهد وحافظ قايد السبسي , المدير التنفيذي للحزب ونجل الرئيس.

مرحلة التعايش

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قررت الهيئة السياسية لحركة نداء تونس تجميد عضوية الرئيس الشاهد بعد رفضه الإجابة عن استجواب داخلي للحزب يتهمه فيه بالخروج عن الخط الحزبي، بعدما اتهمته وأطرافا أخرى بشق وحدة الحزب وافتعال أزمات داخله.

وتعليقا على هذه التطورات، قال المحلل السياسي خالد عبيد إن التوافق بين الرئيس والنهضة "انتهى منذ مدة.. الآن نحن في مرحلة التعايش بين الجانبين".

وأضاف عبيد أن "السبسي يعتقد أنه قدم الكثير من الخدمات للنهضة، كما ضحى بسمعته السياسية، بينما النهضة لم تجارِه في قراراته ومن بينها أساسا إقالة رئيس الحكومة.