العدد 1394 / 8-1-2020

أعلن "الحرس الثوري" الإيراني بعد منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، أن قواته استهدفت قاعدة عين الأسد التي تضم جنوداً أميركيين في محافظة الأنبار العراقية بصواريخ أرض- أرض، في أول رد إيراني على اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، يوم الجمعة الماضي.

وتقع القاعدة الجوية على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي، غرب محافظة الأنبار، وهي أضخم القواعد الأميركية في العراق، والتي تحول اسمها من قاعدة "القادسية" الجوية، إلى قاعدة "عين الأسد" عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، متوسطةً المثلث الغربي مع الأردن والسعودية وسورية.

وتمثل القاعدة في الوقت الحالي مرتكزاً لأكثر من ألفي جندي وعسكري أميركي، إضافة إلى سرب مروحيات مقاتلة ومنظومة رصد جوي تغطي أكثر من 400 كيلومتر، إضافة إلى وحدات استطلاع وفرقة مهام خاصة تتولى عملية البحث عن البغدادي.

وتتشارك القاعدة إلى جانب القوات الأميركية الفرقة السابعة بالجيش العراقي بقيادة الفريق نومان الزوبعي وقادة عسكريين عراقيين آخرين، فضلاً عن أنها تحتوي على وحدة تدريب للقوات العراقية أنهت قبل أيام تخريج دفعة متخصصة بتحرير الرهائن واقتحام المباني والقتال بالأماكن الضيقة.

وكانت القاعدة شاهداً حياً على الحرب العراقية - الإيرانية، إذ استخدمت كمقر لسرب طائرات "الميغ والسوخوي".

وتحتوي القاعدة، منذ الثمانينيات، على ملاجئ للطائرات وأخرى للجنود قادرة على تحمل القصف بقنابل غير تقليدية.

وخلال السنوات الخمس عشرة الماضية، تحولت القاعدة إلى مقصد الرؤساء الأميركيين، ووزراء الدفاع الأميركيين والجنرالات البارزين، لتفقد جنودهم، حيث زارها أول مرة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في كانون الأول 2008.

وفي نيسان عام 2009، حطت طائرة الرئيس السابق باراك أوباما، في القاعدة العراقية، التي شهدت، أمس الأربعاء، أيضاً زيارة مفاجئة للرئيس دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا.

واللافت أن الزيارات الثلاث للرؤساء الأميركيين كانت سرية ومن دون علم الحكومة العراقية في بغداد، ما خلف ردود فعل شاجبة من جانب أحزاب وقوى وفصائل مسلحة مقربة من إيران.