العدد 1669 /25-6-2025

منذ بدء العدوان الاسرائيلي – الاميركي على الجمهورية الاسلامية الايرانية في الثالث عشر من شهر حزيران والتداعيات والتطورات التي افرزها هذا العدوان محليا واقليميا ودوليا، بدأنا نشهد حراكا اسلاميا وووطنيا وحدويا ، حيث برزت المواقف الاسلامية والوطنية المنددة بالعدوان والداعمة لمواقف الجمهورية الاسلامية في مواجهة الحرب الاسرائلية – الاميركية .

وقد صدرت خلال الاسبوعين الماضيين الكثير من المواقف الاسلامية التوحيدية في لبنان والعالم العربي والاسلامي ، كما شهدنا العديد من التحركات الشعبية والسياسية والاعلامية المنددة بالحرب والعدوان على ايران ودعما لمواقفها والهجمات التي شنتها ضد الكيان الصهيوني والقواعد الاميركية في المنطقة .

وبانتظار وضوح الصورة النهائية للحرب التي بدات في الثالث عشر من حزيران فان ما جرى خلال الاسبوعيين الماضيين من احداث وتداعيات وتطورات سياسية وشعبية وعسكرية يمكن ان يؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة المشروع الاسرائيلي – الاميركي في المنطقة .

ومن ابرز النتائج الاولية لهذا الصراع والتي تحتاج للمزيد من الدراسة في المستقبل :

اولا : ان المواجهة والحرب ضد المشروع الصهيوني- الاميركي تساهم في توحيد الموقف الاسلامي والوطني سواء في لبنان او في المنطقة كلها ، وكلما اتجهت المعركة نحو العدو الصهيوني المدعوم اميركيا تتراجع الخلافات المذهبية والسياسية ونشهد مواقف واضحة وحاسمة ضد العدو الصهيوني وخصوصا في الاوساط الشعبية .

ثانيا : كشف هذا الصراع ان كل الخلافات المذهبية والسياسية التي برزت في السنوات الاخيرة هي صراعات وخلافات مصطنعة ويتم تعميمها من قبل جهات خارجية مشبوهة بهدف حرف الصراع عن العدو الصهيوني – الاميركي ، ويتم استغلال الاخطاء والمواقف الخاطئة من اجل اشغال الامة بصراعات وهمية ولتمرير المشاريع الصهيونية – الاميركية .

ثالثا : مهما حاولت القوى السياسية والحزبية او القوى الاقليمية في المنطقة التخفيف من خطر العدو الصهيوني فان هذا الخطر يزداد ويتعاظم في كل المنطقة وهو قادر على الوصول الى كل دول المنطقة ، واذا كان استهدف ايران في هذه الجولة بعد استهداف فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق ، فانه قادر على استهداف تركيا وباكستان وغيرها من الدول العربية والاسلامية ، وهذا المشروع يهدف للهيمنة على المنطقة ومنع اية دولة او اية قوة محلية من امتلاك القدرات العسكرية او المعرفة النووية والتكنولوجية .

رابعا : ان اي وقف لاطلاق النار لا يعني نهاية الحرب والمعركة لان الصراع سيستمر باشكال مختلفة في المرحلة المقبلة.

خامسا : نحتاج اليوم وغدا لاجراء مراجعة شاملة لكل ما جرى منذ معركة طوفان الاقصى الى الحرب على ايران ومرورا بالحرب على لبنان وسوريا من اجل وضع اسس جديدة للمشروع الاسلامي والوطني لمواجهة التحديات القادمة لان الصراع لن ينتهي الا بزوال الكيان الصهيوني  وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

هذه بعض الخلاصات الاولية من هذه الحرب الاسرئيلية – الاميركية على الجمهورية الاسلامية الايرانية وهي استكمال لمعركة طوفان الاقصى والحرب على لبنان وسوريا واليمن ونحن بحاجة لقراءة تقييمية شاملة كي نستفيد من نتائج هذه الحرب ونضع اسس جديدة للمواجهة في المرحلة المقبلة ومن اجل بناء مشروع اسلامي ووطني توحيدي بعيدا عن الخلافات والصراعات التي كانت قائمة.

قاسم قصير