العدد 1382 / 16-10-2019

قال الفنان والمقاول المصري محمد علي إن السلطات المصرية حاولت استدراجه إلى سفارتها في مدريد منذ نشر أول مقطع مصور، يتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالفساد، مؤكدا أن هدفه هو الإطاحة بالسيسي.

وأوضح محمد علي -في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي" البريطاني هي الأولى مع وسائل الإعلام منذ خروجه من مصر- أن وسطاء تابعين للحكومة المصرية قالوا له، "المسؤولون انزعجوا مما حدث لك، وأنت رجل محترم، وأنت ابننا وعزيز علينا.. لذا تعالَ إلى السفارة ودعنا نجلس معا"، مؤكدا أنه رفض.

وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أنه كان من الممكن أن يلقى مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل عام، كان محمد علي متحفظا.

وأضاف المقاول المصري -الذي اشتكى سابقا من عدم سداد الحكومة المصرية مستحقات شركته عن مشروعات نفذها- أن الجهات التي حاولت استدراجه استخدمت الأموال إغراء له لإعادته إلى بلاده.

وأوضح "قالوا لي إنهم سوف يعطونني أموالي وأكثر، ونصحوني بأن أهدأ ولا أنشر المزيد من مقاطع الفيديو ولا أتحدث".

وأشار المعارض المصري الأشهر حاليا إلى أن محاولات تكميمه لم تقتصر على الرشوة، موضحا أنه يعيش تحت تهديد دائم بالاغتيال.

وأوضح "تلقيت كمية لا تصدق من التهديدات.. يقولون لي: نحن نعرف أين أنت. سوف نجدك يوما ما".

وقال علي "أنا لست سبايدر مان. يمكن لأي شخص استئجار عصابة لقتلي. أنا أعرف بالفعل أنني أعرّض حياتي للخطر مع أول فيديو قمت بنشره".

من يدعمه؟

وتحدث محمد علي للموقع البريطاني من مكان سري في إسبانيا حيث هرب هو وعائلته، مؤكدا أنه يعمل بشكل مستقل تماما، وأنه ليس وراءه أي منظمة أو أي شخص، مشددا على أنه لا ينتمي إلى تنظيم معارض أو فصيل منشق من الجيش المصري.

وقال "لو كانت هناك مجموعة تقف ورائي، لساعدتني، بدلا من أن أجلس هنا بمفردي".

ورغم أن محمد علي ينفي حصوله على دعم كبير داخل أجهزة الأمن المصرية، فقد أخبر "ميدل إيست آي" أن صغار الضباط في الجيش يتعاطفون معه.

وقال إن "الضباط الصغار الذين لا يتمتعون بسلطة اتخاذ القرار، والذين لا يستطيعون تغيير الوضع، يتضامنون معي"، مشيرا إلى أن بعضهم "أعرب عن استيائه من إدارة السيسي للبلاد".

واستدرك محمد على بأن هؤلاء الضباط لا يستطيعون التحدث، لأنهم سيتعرضون لمحاكمة عسكرية.

وأشار إلى أن المتعاطفين معه في الجيش تواصلوا معه بعد نشر أول فيديو له ينتقد السيسي، "ثم عندما بدأ اعتقال الناس، اختفوا جميعا".

جيش السيسي الإلكتروني

وقال المقاول المصري لـ"ميدل إيست آي" إن من بين المشاريع العقارية التي عمل عليها، مبنى متعدد الطوابق تستخدمه المخابرات العامة المصرية لإيواء ما أطلق عليه "جيش السيسي الإلكتروني"، مشيرا إلى أن مهمة هذا الجيش هي مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعلق محمد علي، "أحيانا أضحك لأنني بنيت هذا من أجلهم والآن يستخدمونه ضدي. كلما قمت بنشر شيء ما، يعلقون عليه على الفور".

وأشار إلى أنه يعتقد أن مئات الموظفين يعملون في المبنى، فهناك "بعض الضباط، ولكن معظمهم من المدنيين".

ورفض علي الاعتذار عن عمله خلال سنوات طويلة في تنفيذ مشروعات تابعة للجيش، وقال إنه لم يكن على علم بأن "الفساد متفش داخل الجيش" في السنوات الأولى من عمله، واكتشف ذلك تدريجيا.

وفي ظل التدهور الاقتصادي في مصر وإجراءات التقشف التي تنفذها الحكومة، قوبلت تسريبات المقاول المصري عن القصور الفخمة التي شيدها السيسي بأموال عامة بالغضب على نطاق واسع.

وقد تسبب علي في فضيحة وغضب بمصر منذ أن بدأ بإصدار مقاطع فيديو في أوائل سبتمبر/أيلول يتهم السيسي وغيره من كبار المسؤولين بالفساد.