العدد 1395 / 15-1-2020

تجددت الاحتجاجات الغاضبة في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية، في وقت أمر فيه رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي بفتح تحقيق لكشف ملابسات أعمال العنف التي رافقت المظاهرات في محافظة كربلاء جنوبي بغداد.

وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد استمرار توافد طلبة المدارس والجامعات، تأكيدا على استمرار الإضراب عن الدوام الذي بدأ قبل نحو شهرين.

وفي محافظة واسط جنوبي بغداد تحدثت مصادر محلية عن إصابة 59 متظاهرا ورجل أمن خلال مواجهات رافقها إحراق بوابة جامعة واسط ومظاهرات طلابية حاشدة سارعت قوات مكافحة الشغب إلى تفريقها باستخدام الغازات المدمعة والرصاص الحي.

وأضافت المصادر أن محتجين أغلقوا جامعة واسط خلال محاولة أساتذتها مباشرة الدوام الرسمي بعد تعليقه نحو شهرين في إطار الإضراب عن العمل. وأوضحت أن المحتجين اشتبكوا مع قوات مكافحة الشغب بعدما عمدوا إلى إحراق البوابات الخارجية للجامعة. وأشارت المصادر إلى أن محتجين توجهوا إلى مبنى قيادة الشرطة في المحافظة احتجاجا على تصريحات قائد الشرطة التي توعد فيها بمحاكمة أي شخص يمنع إعادة الدوام إلى الجامعات والمدارس.

ويأتي هذا التصعيد بعد قرار نقابة المعلمين في المحافظة استئناف الطلبة للدوام الرسمي يوم الأحد في عموم مدارس المدينة.

وفي النجف قالت مصادر محلية إن محتجين قطعوا عددا من الطرق بين النجف والكوفة، وأُغلق طريق مطار النجف بالإطارات المحترقة، كما أقدم طلاب متظاهرون على إغلاق بوابة جامعة الكوفة ومنع الموظفين من الدخول، مؤكدين استمرار إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم.

احتجاجات كربلاء

وفي كربلاء جنوب بغداد، أفاد شهود عيان بمقتل متظاهر عراقي ليرتفع عدد قتلى المظاهرات الاحتجاجية في المحافظة إلى ثلاثة، إضافة إلى 10 مصابين بعد اضطرابات ليلية أطلقت خلالها القوات الأمنية الرصاص لتفريق متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى المحافظة.

يأتي ذلك في وقت عززت فيه القوات الأمنية وجودها في محيط ساحة التربية التي تعتبر مركز الاعتصام بالمدينة، وذلك في محاولة منها لحصر المتظاهرين هناك وعدم توسيع دائرة التظاهر منذ انطلاقها قبل أكثر من مئة يوم.

من جانبه، نفى المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف أنْ تكون القوات الأمنية أطلقت النار على المحتجين. وقال إن ملثمين يرتدون ملابس مدنية استهدفوهم في ساحات الاعتصام.

وأضاف خلف أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي أمر بتشكيل لجنة تحقيق لكشف الجهة التي استهدفت المحتجين في كربلاء.

وتستمر الاعتصامات والاحتجاجات في العراق للشهر الثالث على التوالي للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد.

بيان حقوقي

في غضون ذلك أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق اليوم عن أسفها لتصاعد المظاهرات الاحتجاجية في محافظتي واسط وكربلاء وحدوث إصابات بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

وقالت المفوضية في بيان إنها وثقت من خلال فرقها الرصدية الأحداث المؤسفة التي جرت في محافظتي واسط وكربلاء والتي أدت إلى سقوط عشرات الجرحى من القوات الأمنية والمتظاهرين بسبب التصادمات التي استخدم فيه الرصاص الحي والغازات المدمعة والحجارة والآلات الحادة.

ودعت المفوضية إلى "التهدئة وضبط النفس بين المتظاهرين والقوات الأمنية والتعاون بينهم لعودة الحياة لكافة مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات من أجل عودة تقديم الخدمات للمواطنين والمحافظة على حقوقهم المشروعة".