العدد 1693 /10-12-2025
محمد البديوي
يبدأ أول التجمعات الانتخابية في ولاية بنسلفانيا
لانتخابات التجديد النصفي لعام 2026، كان الجمهوريون يتلقون صدمة بخسارة منصب عمدة
مدينة ميامي لصالح الديمقراطية إيلين هيغينز التي هزمت المفوضة السابقة للمدينة
إيميليو غونزاليس المدعومة من ترامب ومن حاكم الولاية الجمهورية رون ديسانتيس.
وأصبحت إيلين هيغينز، أول امرأة تشغل منصب العمدة
في تاريخ المدينة، وأول شخص ديمقراطي ينتخب للمنصب منذ 28 عاماً. وفازت في جولة
الإعادة بـ59.4%، مقابل 40.5 بعد أن كانت نافست 14 مرشحاً آخرين في السباق الشهر
الماضي، لتستكمل الأداء القوي الذي يحققه الديمقراطيون في الانتخابات هذا العام
والتي تعد بمثابة بروفة مبكرة لما قد تشهده انتخابات التجديد النصفي 2026.
وقبل بضعة أشهر، لم يكن اسم المرشحة الديمقراطية
بارزا بقوة، غير أن فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين
الثاني الماضي بمناصب عمد المدن الرئيسية وسباقي حكام ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي،
ونجاحها في الحصول على أعلى الأصوات في الجولة الأولى والتي انتهت دون تحقيق أي
شخص نسبة الفوز، سلط الأضواء على إمكانية فوز الديمقراطيين في هذه المدينة التي
تصوت جمهوريا. وسجل الديمقراطيون بذلك فوزهم في مدينة رئيسية في ولاية الرئيس
ترامب الأم التي من المقرر أن تستضيف مكتبته الرئاسية المستقبلية.
وكانت ولاية فلوريدا متأرجحة في تصويتها في
انتخابات الرئاسة حتى الفترة الأولى للرئيس باراك أوباما الذي كان آخر ديمقراطي
يفوز بأصواتها في المجمع الانتخابي في 2008، بينما كان الديمقراطي السابق له بيل
كلينتون في تسعينيات القرن الماضي، وفي الانتخابات الرئاسية الثلاثة الماضية لم
تعد مكانا للتنافس بين الحزبين بعد تدفق اللاتينيين وميلهم للمحافظة وصوتت لصالح
الجمهوريين دون أن تكون ساحة للتنافس. ويقدر العجز الحالي في عدد الناخبين
الديمقراطيين المسجلين في هذه الولاية بنحو 1.4 مليون ناخب مسجل.
من جانبها، قالت رئيسية الحزب الديمقراطي في
فلوريدا في بيان ليلة الثلاثاء- الأربعاء "هذا الانتصار يظهر أن الكفة تميل
لصالحها، وأنه يمكننا الفوز إذا التزمنا بالتنظيم والعمل على مدار العام
والاستثمار في برنامج استراتيجي طويل الأجل". وركزت المرشحة الديمقراطية في
برنامجها على القدرة على تحمل تكاليف المعيشة وكيفية تحسين أداء الحكومة وتجنب
التركيز على الانتماء الحزبي في المقابلات.
ولم تشهد ميامي انتخابات إعادة منذ عام 2011،
وصوتت على مدى 3 عقود لصالح الجمهوريين في منصب عمدة المدينة رغم أن عدد الناخبين
الديمقراطيين المسجلين بها أكثر بقليل من الجمهوريين، ويبلغ عدد سكانها نصف مليون
نسمة، وجذبت التوقعات بفوز المرشحة الديمقراطية أنظار اللجنة الوطنية الديمقراطية
التي أرسلت متطوعين وبعض كبار الديمقراطيين من أنحاء البلاد لحشد الأصوات. ورغم
ذلك لا تعد النتائج دليلا على تغير المزاج العام في كامل الولاية، حسبما أشار
الجمهوريون الذين لمّحوا قبل الانتخابات إلى أن "ميامي تميل
للديمقراطيين"، وأشاروا بوضوح إلى أن ادعاء الديمقراطيين أنهم حققوا النصر في
فلوريدا "مجرد وهم".
وللمفارقة؛ فإن هذه الانتخابات كان من المقرر
تأجيلها لمدة عام لتتم في نوفمبر/تشرين الثاني 2026 توفيراً للنفقات على أن يستمر
المجلس الجمهوري الحالي في إدارة أعمال المدينة، غير أن المرشحة الجمهورية إيميليو غونزاليس هي من حركت دعوى قضائية
للإبقاء على الانتخابات في موعدها وفازت في المحكمة لتُجرى الانتخابات في موعدها،
وتخسرها أمام المرشحة الديمقراطية.