العدد 1372 / 31-7-2019
عبدالله المجالي
أزعم
أن الشعب السعودي الأصيل والكريم أصابته غصة من تلك الإهانة التي تلقاها من شخص
سعودي قرر أن يستفز مشاعر المسلمين ومشاعر الفلسطينيين ومشاعر أهل القدس على وجه
الخصوص.
الصهاينة
الخبثاء رسموا المشهد بدقة، فجاؤوا بشخص نكرة يقول إنه سعودي، وزينوا له ارتداء
اللباس السعودي الشعبي الذي يمثل بذات الوقت اللباس العربي الأصيل، وزينوا له دخول
المسجد الأقصى تحت الحماية الصهيونية بهذا اللباس بحجة الصلاة فيه.
يعلم
الصهاينة أن هذا المشهد مستفز للغاية، وأن صاحبه سيلقى أشد مما لقيه وزير الخارجية
المصري أحمد ماهر حين طرده المصلون من المسجد الأقصى بالأحذية، وهذا ما كان؛ فقد
استقبله بعض المقدسيين بالشتائم والبصاق في وجهه.
لكن
لباسه السعودي العربي أعطى للمسألة بعداً آخر، إذ إنه لم يتوان عن مسح البصاق عن
وجهه بطرف شماغه، ومضى محاولاً الإمساك بعباءته، وهي العباءة التي تمثل للإنسان
السعودي والعربي الشيء الكثير.
من
دقق في المشهد يستطيع أن يؤكد أن هذا الشخص غريب عن هذا اللباس العربي الأصيل،
فمشيته ومحاولاته إبقاء عباءته على كتفيه وتثبيت غترته تدل على أنه لم يعتد هذا
اللباس، والسؤال: لماذا لم يدخل الأقصى بالبنطال والتيشيرت، وأصر على دخوله بهذا
الشكل تحت حماية الصهاينة، ثم ترك ليواجه مصيره دون أي تدخل؟
أهالي
القدس يرحبون بالسياح الأجانب في أسواقهم، بل ويرحبون ببعض السياح المسلمين الذي
يدخلون المسجد الأقصى للصلاة، لأن هؤلاء لا يدخلون من باب التطبيع والترويج للكيان
الصهيوني، وهم مستعدون لوضع كتف بكتف مع المقدسي للدفاع عن الأقصى، ومستعدون لرفع
العلم الفلسطيني في باحاته بوجه الصهاينة، فهل كان ذلك المطبع السعودي أو الأردني
أو المغربي أو العراقي أو ... سيضع كتفا بكتف مع المقدسي لمنع الصهاينة من اقتحام
الأقصى؟ وهل كان سيرفع العلم الفلسطيني هناك؟
"