العدد 1400 / 12-2-2020

شهدت ساحتا الاعتصام في النجف وكربلاء (جنوبي العراق) أحداثا دامية يومي الأربعاء والخميس الماضيين أدت إلى مقتل وجرح العشرات، ووقع الحادثان عندما حاول أصحاب "القبعات الزرق" التابعين للتيار الصدري اقتحام الساحتين بهدف إفراغهما من المحتجين.

وكانت مدينة النجف (لها مكانتها الخاصة لاحتضانها قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه) شهدت الأربعاء ليلة دامية بعد مواجهات بين المتظاهرين من جهة، وأصحاب "القبعات الزرق" من جهة أخرى، وراح ضحيتها -حسب مصادر طبية سبعة قتلى، بينهم اثنان من أتباع "القبعات الزرق"، وإصابة 37 آخرين، بالإضافة إلى جرح 18 رجل أمن، بما فيهم قائد شرطة المدينة العميد فائق فليح الفتلاوي.

أما في ساحة الاعتصام بمدينة كربلاء (التي تحتضن ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما)، فجرح ليلة الخميس ثمانية متظاهرين بعد اقتحام أصحاب "القبعات الزرق".

أسرار ما حدث

قال الناشط حيدر الحسناوي من النجف إنه قبل التصادم كانت هناك اجتماعات بين بعض المتظاهرين مع أصحاب "القبعات الزرق" بوجود قيادات أمنية لإنهاء التوتر، وتقريبا انتهى الموضوع، إلا أن المتظاهرين في الساحة تفاجؤوا بأصحاب "القبعات الزرق" يحاولون اقتحام الساحة عصر الأربعاء.

وتابع أن "القبعات الزرق" دخلوا الساحة من ثلاث جهات حاملين السلاح، وقتلوا البعض وأحرقوا العديد من الخيم.

وفي السياق ذاته، قال الناشط أحمد العبساوي وأوضح أن الأزمة بدأت عندما حاولت جهات بالساحة منع أصحاب "القبعات الزرق" من دخولها، وبعد مشادة كلامية بينهم أدت إلى قيام شخص تابع لجهة سياسية متواجدة في المظاهرات (حزب الوفاء) بجلب سلاح (كلاشنكوف) من سيارته، وأطلق الرصاصة الأولى عليهم، مما أدى إلى قتل شخص من "القبعات الزرق".

ويكمل العبساوي أن الجميع تفاجأ بأن أصحاب "القبعات الزرق" كانوا مسلحين فردوا بالرصاص الحي، مما أدى إلى حصول الكارثة، ووقع العديد من الضحايا، مشيرا إلى استخدام المولوتوف، والحجارة، إلى جانب الرصاص بين الطرفين.

أما في كربلاء، حيث كانت الشرارة في اليوم التالي، فقال الناشط المدني محمد الكربلائي للجزيرة نت إن "القبعات الزرق حاولوا السيطرة على ساحة الأحرار (فلكة التربية)، مما أدى إلى نشوب مشاجرة مع المتظاهرين، ثم تم إطلاق الرصاص الحي، الأمر الذي أدى إلى وقوع جرحى، وسيطرة القبعات الزرق على الساحة".

وأضاف أن القوات الأمنية تدخلت وفرضت طوقا أمنيا، لكن بقت سيطرة القبعات الزرق على الساحة، وقاموا بتفتيش خيم المعتصمين، ومنعونا من التصوير أو استخدام الهواتف، قبل أن ينسحبوا مجددا".

تغيير اسم الساحة

ودعت مجموعة من الناشطين والمحتجين في مدينة النجف إلى تغيير اسم ساحة المظاهرات من "ساحة الصدرين" إلى "ساحة الأحرار"، كنوع من الاحتجاج على ما قام به أتباع السيد مقتدى الصدر من استخدام القوة في السيطرة على الساحة، وحرق خيم المعتصمين، على حد تعبيرهم.

وقال متظاهر نجفي -فضل عدم ذكر اسمه- إن "التغيير نوع من الاحتجاج، ضد الدماء التي أراقها أتباع الصدر، رغم أنهم أنكروها بعد ذلك، لذا لا نريد أن نتظاهر بساحة تحمل اسمه أو اسم عائلته التي يسيء لها".

وأضاف أن "التغيير سيشمل تحويل اسم الساحة إلى "ساحة الأحرار"، وقد يشمل كذلك تحويل اسم مستشفى الصدر إلى مستشفى الأحرار، فمن دعا لقمعنا وتكتيم أفواه أبناء النجف لا نريد اسمه في شوارعها".

السيستاني ينتقد

وانتقد المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة الأخيرة الاعتداءات التي طالت المحتجين في النجف، مطالبا القوات الأمنية وحدها بمسك زمام الأمور لحفظ الأمن والاستقرار. في حين بيّن محلل سياسي من النجف أن السيستاني انتقد الكل، ووضح أنه لم يتدخل في اختيار شخصية رئيس الحكومة الجديد.