العدد 1401 / 19-2-2020

دخلت الأحزاب في تونس ومنظمات وطنية في ماراثون مشاورات حاسم لحلحلة مأزق تشكيل الحكومة، وسط حديث عن "بوادر انفراج"، في وقت تشارف فيه المهلة الدستورية على الانتهاء خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة.

وبحسب معطيات خاصة فقد أدخل رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ تعديلات جزئية على تركيبة وزرائه، من بينها تغيير حقيبة وزارة تكنولوجيا الاتصال التي أسندها سابقا للقيادية السابقة في التكتل لبنى الجريبي لتؤول لفاضل كريم مدير عام شركة اتصالات تونس.

وسبق أن أعادت قيادات في حزب التيار الديمقراطي سبب انسحاب حركة النهضة من مشاورات تشكيل الحكومة في الدقائق الأخيرة بسبب تمسكها بحقيبة وزارة تكنولوجيا الاتصال، فيما من المنتظر أيضا أن يشمل التعديل الحكومي حقيبة وزارة الداخلية.

وطرح سابقا اسم الفاضل كريم من قبل كل من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي لتولي مهمة رئاسة الحكومة المقبلة، لكنه مطلب اصطدم برفض الأحزاب، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية حينها.

وأكد الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل سامي الطاهري ، نجاح وساطات خاضها أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي على مدار اليوم لحلحلة مأزق تشكيل الحكومة ولعب دور الوساطة بين الفرقاء السياسيين وتقريب وجهات النظر بين النهضة والفخفاخ وحث الجميع على تقديم تنازلات.

ومن جهته قال رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي مساء الثلاثاء في تصريح إعلامي إن حكومة الفخفاخ ستمر وستحظى بثقة البرلمان لتجنيب البلاد سيناريو حل البرلمان الذي يدفع إليه رئيس الجمهورية قيس سعيد، وفق تعبيره.

وسبق أن عبر القروي عن استعداده للمشاركة في مفاوضات تشكيل الحكومة بحال تمت دعوته لكن شرط أن تجري بالعلن، في وقت أعرب فيه الناطق باسم الحزب صادق جبنون عن أملهم في الوصول لتسوية ترضي جميع الأطراف تجنبا للكلفة الباهظة التي ستتحملها الدولة والشعب بحال تم حل البرلمان.

كما أكدت قيادات من حزب تحيا تونس أن المجلس الوطني الاستثنائي للحزب قرر منح الثقة لحكومة الفخفاخ تقديرا للمصلحة الوطنية وتجنيب البلاد سيناريو حل البرلمان.

موقف حاسم

ويجتمع مجلس شورى النهضة مساء اليوم لأخذ موقف حاسم من المشاركة في حكومة الفخفاخ أو التصويت عليها من عدمه، فيما أكد القيادي بالحركة وعضو الشورى فتحي العيادي وجود بوادر إيجابية حول موقف النهضة من الحكومة.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد حسم جدلا دستوريا حول القراءات المختلفة للأحزاب -خصوصا حركة النهضة- للفصل 89 من الدستور، والمتعلق بسيناريو حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة بحال لم تنجح الحكومة في نيل ثقة نواب الشعب.

وصرح سعيد خلال لقاء جمعه مساء أمس برئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أنه سيمضي في حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية بحال فشلت حكومة إلياس الفخفاخ في نيل الثقة.

وشدد على ضرورة الاحتكام للدستور دون سواه وتجنب "التأويلات والفتاوى غير البريئة، وغير القائمة على أسس علمية"، وفق تعبيره.