العدد 1690 /19-11-2025

نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن دبلوماسي عربي لم تسمه قوله إنّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيجتمع، اليوم الأربعاء، في إسطنبول مع رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية، لبحث الجهود المبذولة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع. ويأتي اللقاء بعد يومين من تبنّي مجلس الأمن مشروع القرار الأميركي رقم 2803 (2025)، والذي يدعم اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقاطها العشرين.

وسيكون هذا اللقاء الثاني لويتكوف مع الحيّة، بعد اجتماع المبعوث الأميركي مع كبار أعضاء فريق التفاوض التابع لحركة حماس بشأن وقف إطلاق النار، إلى جانب جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، في شرم الشيخ، وذلك قبل ساعات من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أول من انفردت بالإشارة إلى هذا اللقاء، حيث نقلت يوم الجمعة الفائت عن مسؤولين مطلعين أنّ ويتكوف يخطط للقاء الحية قريباً، دون أن تحدد على وجه الدقة مكان أو موعد اللقاء. وقالت الصحيفة إن اللقاء بين ويتكوف والحية يُؤكد اهتمام إدارة ترامب بالحفاظ على خط اتصال مباشر مع "حماس"، على الرغم من تصنيف الولايات المتحدة للحركة "منظمة إرهابية أجنبية".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنّ اللقاء يُوضح أنّ ويتكوف لا يثنيه المنتقدون الإسرائيليون والأميركيون الذين يقولون إنّ انخراط الولايات المتحدة مع "حماس" يمنح الحركة شرعية لا مبرر لها. وذكر مسؤول مطلع للصحيفة أنّ من ضمن المواضيع التي سيناقشها ويتكوف مع الحية وقف إطلاق النار في غزة.

وفي مقابلة بُثت في 19 أكتوبر الفائت ضمن برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس" الأميركية، كشف ويتكوف أنه قدّم تعازيه للحية في وفاة ابنه في سبتمبر/ أيلول، جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعاً لقادة حركة حماس في قطر، وقال: "أخبرته بأنني فقدت ابناً، وأننا عضوان في نادٍ سيئ للغاية: آباء دفنوا أبناءهم". وتوفي أندرو، نجل ويتكوف، بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية عام 2011.

وويتكوف ليس أول مسؤول في إدارة ترامب يلتقي قادة من حركة حماس. فقد التقى المبعوث الأميركي الخاص لملف الرهائن آدم بولر، مسؤولي "حماس" عدة مرات في قطر، في مارس/ آذار الماضي، في محاولة للضغط من أجل إطلاق سراح أميركي إسرائيلي مزدوج الجنسية كان محتجزاً لدى الحركة في ذلك الوقت. ولم تؤدِّ تلك المحادثات إلى التوصل لاتفاق.

وبدأت إسرائيل وحركة حماس في العاشر من أكتوبر الماضي بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب على غزة عبر تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي من بعض مناطق القطاع، بالإضافة إلى بدء المساعدات بالدخول إلى القطاع المنكوب، غير أن تطبيق بقية أجزاء الخطة لا يزال يكتنفه قدر كبير من الغموض. وتنص الخطة في المراحل التالية على تفكيك البنى التحتية العسكرية كلياً، تحت إشراف دولي، ويُرافق ببرامج لإعادة الإدماج، "وسط مراقبة دقيقة لمنع إعادة التسلح".