العدد 1329 / 20-9-2018

أقرّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمسؤولية بلاده عن إقامة "نظام تعذيب" إبان استعمار الجزائر الذي انتهى في العام 1962.

وقال الإليزيه (الرئاسة الفرنسية) في بيان إن الرئيس إيمانويل ماكرون يعترف رسمياً بأن "الدولة الفرنسية سمحت باستخدام التعذيب خلال الحرب في الجزائر"، حسبما نقلت صحيفة "لومونود" الفرنسية.

ونقل البيان عن ماكرون قوله "رغم أن مقتل موريس أودان - عالم الرياضيات الفرنسي الشيوعي الذي ناضل لأجل استقلال الجزائر- كان فعلاً منفرداً قام به البعض، إلا أن ذلك وقع في إطار نظام قانوني وشرعي.. نظام الاعتقال والاحتجاز".

وقدم ماكرون اعتذاره لأرملة المناضل موريس أودان الذي قاتل مع الثورة الجزائرية واعتقله جنود فرنسيون وعُذب حتى الموت عام 1957، حيث زارها في منزلها ليقدم اعتذار الدولة لها، وهو ما عدّه البعض أول خطوة رسمية تجاه اعتراف فرنسا بالفظائع التي ارتكبت إبان حقبة الاستعمار للجزائر.

وجاء في نص بيان الرئاسة "باسم الجمهورية الفرنسية، نعترف بأن موريس أودان تعرض للتعذيب ثم الإعدام، أو التعذيب حتى الموت من قبل جنود (فرنسيين) اعتقلوه من منزله".

كما وعد ماكرون بـ"فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين فرنسيين وجزائريين" أثناء الحرب التي لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ فرنسا الحديث، ونظراً لما لذلك من أثر على العلاقات الوثيقة والمعقدة بين فرنسا والجزائر.

يشار إلى أن ماكرون أثار جدلاً أثناء الحملة الانتخابية العام الماضي عندما أعلن أن استعمار فرنسا للجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية". لكنه تراجع عن تصريحاته مقترحاً موقف "لا الإنكار ولا التوبة" بشأن تاريخ فرنسا الاستعماري، ومنوهاً إلى أنه "لا يمكننا أن نبقى أسرى الماضي".

ويتوقع أن تثير تصريحات ماكرون ردود فعل قوية في فرنسا، حيث لا تزال مسألة التعذيب من المحظورات في الرواية الرسمية للأحداث التاريخية.