بلال الطبعوني

البوركيني عبارة عن بدلة سباحة مطاطية، تغطي كامل الجسم ما عدا الوجه والكفين والقدمين، وقد لاقت رواجاً كبيراً لدى المسلمات في أوروبا، وشهدت إقبالاً منقطع النظير، وصارت النساء يرتدينها على الشاطئ وفي المسابح، وصارت لها محلات في أوروبا ومواقع متخصصة لتسويقها على شبكة الإنترنت.
أصبح لباس البحر الإسلامي هذا، محل شدّ وجذب في فرنسا، بعد شجار كبير في بلدة سيسكو الفرنسية بين شبان من اصول عربية وشبان فرنسيين، استخدمت فيه الفؤوس والحراب والسكاكين وأصيب على اثره خمسة اشخاص، وبدأ الشجار بعد اعتراض شبان مسلمين على تصوير نسائهم اللاتي يلبسن البوركيني من قبل سياح أجانب على الشاطئ.
إثر ذلك بدأت بلديات ينتمي رؤساؤها الى اليمين الفرنسي بحظر البوركيني بحجة أنه لباس ذو مظهر إسلامي غير حضاري، وظل التعصب ضد البوركيني مقتصراً على قوى اليمين المعروفة بمعاداتها للأجانب والمسلمين خصوصاً، حيث اعتبرته مظهراً لـ«أسلمة» المجتمعات الأوروبية، مثلما تنظر هذه القوى إلى الحجاب والنقاب والمآذن ومحلات بيع اللحم الحلال.
وحذرت وزيرة حقوق المرأة، لورانس روسينول، من أن الجدال بشأن لباس البحر الإسلامي يستغل بـ«دوافع خفيّة»، خاصة بواسطة اليمين المتطرف.
وكان مجلس الدولة الفرنسي، أعلى سلطة قضائية إدارية فرنسية، رفض قرار بعض بلديات جنوب شرق فرنسا منع البوركيني واعتبره «مهدداً للحريات التي تضمنها القوانين».
ورحبت الأمم المتحدة بهذا القرار معتبرة أنه نصر لحقوق الانسان الخاصة. 
بيد أن قرار مجلس الدولة لم يوقف الجدل بشأن البوركيني خصوصاً في ظل تعنّت اليمين، وإصرار بلديات فرنسية على قرارها بمنعه.
يكشف موضوع البوركيني عن حالة من اضطراب في المزاج تعيشها فرنسا، ويتعدى الأمر موضوع البوركيني الى المساس بالقيم الفرنسية المدّعاة المتعلقة بالحرية الشخصية وحقوق الإنسان، ويظهر مدى النظرة السلبية الحاقدة من قبل شرائح واسعة من الأوروبيين على المهاجرين والمسلمين في أوروربا بشكل عام، وهو نذير سوء قد يفجر الأوضاع في أي وقت.