العدد 1431 / 7-10-2020
عبد الله المجالي

كشفت المحاولات الأمريكية والعربية المعلنة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حقيقة "الإرهاب" من منظور أمريكي.

بلا خجل تشترط الإدارة الأمريكية على السلطات السودانية المؤقتة التطبيع مع الكيان الصهيوني، مقابل رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وللأسف فإن تلك المفاوضات تجري في عاصمة دولة عربية.

لم تأت حادثة ابتزاز السلطات السودانية بجديد، فالجميع كان يعلم أن الإرهاب هو مجرد مفهوم سياسي تتبناه الدول كل وفق رؤيتها ومصالحها؛ ففي الدول العربية فإن كل المعارضين للأنظمة هم إرهابيون! ولدى الكيان الصهيوني فكل من يطالب بحقه وبالعدالة للفلسطينيين ورفع الظلم والاحتلال عنهم هو إرهابي! ولدى الولايات المتحدة مفهومها كذلك.

ما كشفه المسؤولون السودانيون في سبيل إقناع الشعب هناك بضرورة التطبيع مع الكيان الصهيوني، يرفع الغطاء عن المستور، وعن مفهوم "الإرهاب" الذي تحاربه الولايات المتحدة. حيث يعتقد على نطاق واسع أن الرئيس العراقي صدام حسين عرض عليه ذات العرض، وكان يمكن أن يجد نظامه التأهيل والقبول من الغرب لو أنه قبل بتطبيع علاقات العراق مع الكيان الصهيوني، وذات الأمر عرض على حركات مقاومة.

هناك من يقول إن الأمر ذاته عرض كذلك على الزعيم السوداني السابق عمر البشير.

مرة أخرى وثالثة ورابعة تثبت الولايات المتحدة أن لا حدود لغطرستها وعنجهيتها، ولكننا اليوم أمام عنجهية وغطرسة تمارس في عواصم عربية ضد بلدان عربية ضعيفة، رغم أن البلدان العربية الثرية يمكنها أن تنتشل السودان من مشاكله الاقتصادية دون الحاجة إلى المرور عبر تل أبيب.