العدد 1644 /25-12-2024

تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في 30 مدينة تنديداً بمرور أربع سنوات على اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب برعاية الولايات المتحدة الأميركية، وعبّر مناهضو التطبيع خلال وقفات ومسيرات نظمت في عدد من مناطق المغرب عن رفضهم المطلق لاتفاق التطبيع الذي اعتبروا أنه "شجع الكيان أكثر على التمادي والجرأة على سفك دماء الغزيين وحصارهم، وتقتيل اللبنانيين، واحتلال أراض سورية جديدة".

كذلك عبر المشاركون في الفعاليات عن دعمهم المطلق للشعب الفلسطيني ولمقاومته الباسلة في التصدي للجرائم الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال بدعم من بعض الدول الغربية وعلى رأسها أميركا. وطالب المحتجون بإنهاء كل أشكال التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، مؤكدين التزامهم بالموقف الشعبي المغربي الذي دعم القضية الفلسطينية في جميع مراحلها.

وجاءت الاحتجاجات بعدما دعت "الجبهة الوطنية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" إلى تنظيم تظاهرات احتجاجية (وقفات أو مسيرات) متزامنة في مختلف أنحاء المغرب اليوم الأحد، تحت شعار: "النضال لإسقاط التطبيع ودعم كفاح الشعب الفلسطيني مسيرة واحدة". ومن بين المدن التي شهدت احتجاجات في اليوم الوطني الـ19 لمناهضة التطبيع الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش ومكناس ووجدة والناظور وآسفي وبني ملال وغيرها.

وقال المنسق الوطني للجبهة محمد الغفري، لـ"العربي الجديد" إنه "في سياق تخليد اليوم الوطني الاحتجاجي الـ19 خرجت الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد للتأكيد على أن دعم كفاح الشعب الفلسطيني وإسقاط التطبيع هما مسيرة واحدة". واعتبر أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني لم يعد له أي مبرر أو سبب معقول، في ظل رفض الكيان من خلال الكنسيت حل الدولتين، وما صدر من إدانة دولية لجرائم الاحتلال"، موضحاً أن "استمرار التطبيع هو مساهمة بشكل غير مباشر في الجرائم الصهيونية المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني".

من جهته، قال الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، محمد الرياحي الإدريسي، إن "أكثر من 30 مدينة أعلنت انخراطها في اليوم الوطني الاحتجاجي الذي يعتبر حلقة جديدة من حلقات الدعم الشعبي المغربي المنقطع النظير لمعركة طوفان الأقصى المجيدة". وأكد الإدريسي، في حديث مع لـ"العربي الجديد"، أن "فعاليات اليوم تروم توجيه رسائل مهمة؛ أولها رسالة دعم ومؤازرة ومساندة مغربية لمطالب الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف على كامل التراب الفلسطيني".

ووفق الإدريسي، فإن "فعاليات اليوم توجه كذلك رسالة إلى الأنظمة العربية تحمّلها مسؤولية الصمت والخنوع تجاه ما يقع من مجازر غير مسبوقة في حق أهل غزة، وخاصة ما يقع في الشمال من تقتيل وتجويع وتهجير ممنهج من طرف الكيان الصهيوني المجرم، وتطالبها بالرجوع عن اتفاقيات التطبيع مع قتلة الأطفال والنساء". وقال إنه "في هذا الصدد، تدعو النظام المغربي للتراجع عن اتفاقية العار والإنصات لصوت المغاربة الرافضين للتطبيع مع المجرمين".

دعوات للتخلي عن التطبيع

وتتمثل الرسالة الثالثة لفعاليات اليوم الوطني الاحتجاجي، حسب الإدريسي، "في مناشدة المجتمع الدولي كي يتخذ مواقف صريحة تدين الكيان المحتل ورموزه، وتطالبه بالتدخل العاجل لوقف الإبادة التي تستهدف سكان القطاع على مرأى ومسمع من العالم". أما رابع الرسائل، "فهي موجهة إلى الشعوب العربية والإسلامية تتضمن دعوتها إلى مزيد من اليقظة تجاه ما يحاك من مخططات هدفها تصفية القضية الفلسطينية، وممارسة الضغط على الحكومات عبر الاحتجاج السلمي المشروع لوقف الحرب الهمجية وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه العادلة والمشروعة"، يقول الإدريسي.

يأتي ذلك، في وقت أطلق فيه الأمين العام لحزب "التقدم والاشتراكية" المعارض، نبيل بنعبد الله، اليوم الأحد، دعوة جديدة من أجل وقف التطبيع مع إسرائيل، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لتوقيع الاتفاق. وقال بنعبد الله، في عرضه للتقرير السياسي للمكتب السياسي لحزبه بالرباط: "نوجه نداء للتحرك والضغط والتخلي عن التطبيع مع العدو الصهيوني الذي لا يقيم أي اعتبار سوى لمصالحه"، مشدداً على أن المغرب أمام مسؤولية خاصة في ظل التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية.

وجرى تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل في 22 ديسمبر/كانون الأول 2020 بعد إقامة عدد من البلدان العربية، من بينها الإمارات والبحرين، اتفاقيات تطبيع العلاقات، ضمن خطة طرحها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في فترة ولايته الأولى لتوسيع قاعدة الدول العربية الموقعة على "اتفاقيات سلام" مع إسرائيل. وجاء الاتفاق مع الرباط ثلاثياً، إذ ضم كذلك الولايات المتحدة، ونص على تبادل الالتزامات بين الأطراف.