العدد 1434 / 28-10-2020

تجدّدت الصدامات بين القوات العراقية ومتظاهرين يحيون الذكرى الأولى لـ"ثورة تشرين"، ما أدّى ليل الأحد - الاثنين إلى سقوط عدد من الجرحى بين المتظاهرين، كما استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق محتجين قرب جسر السنك وفي شارع الرشيد في بغداد، على الرغم من تأكيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقيادات أمنية بارزة أن القوات العراقية التي ستكون قريبة من ساحات التظاهر لن تحمل الذخيرة الحية.

ووفقاً لمشاركين في احتجاجات بغداد، فإن الآلاف من المتظاهرين قضوا ليلتهم في ساحة التحرير ببغداد والمناطق المحيطة بها، وصولاً إلى جسر السنك وشارع الرشيد القريبين من الساحة، موضحين لـ "العربي الجديد" أن قوات أمنية حاولت إخلاء جسر السنك من المتظاهرين بالقوة، ما تسبب بحدوث صدامات أصيب على أثرها عدد من المحتجين، كما قامت قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي لإرغام المتظاهرين على الانتقال من الجسر نحو شارع الرشيد وساحة التحرير.

وجابت التظاهرات شوارع محافظة كربلاء، وقام متظاهرون بإحراق إطارات السيارات أمام مبنى الحكومة المحلية في المحافظة، قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريق التظاهرة من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع، والاشتباك مع المحتجين، واستمرت التظاهرات في مناطق أخرى بكربلاء.

واستخدمت قوات عراقية القوة لتفريق متظاهرين في مدينة الحلة (مركز محافظة بابل)، مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فديو قالوا إنها توثق اعتداءات قوات الأمن على المتظاهرين في بابل.

وعبّر متظاهرو محافظة البصرة عن غضبهم من عدم قيام حكومة مصطفى الكاظمي بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وإنهاء الفوضى وسيطرة الأحزاب على المشهد السياسي، موضحين أنهم يريدون أفعالاً من الحكومة وليس مجرد تصريحات ووعود.

مغيبو الاحتجاجات العراقية: ناشطون طالبوا بالدولة المدنية فاختفوا

وشهدت ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) تظاهرات شارك فيها الآلاف استمرّت حتى الصباح، رفعت صور قتلى التظاهرات، وطالبت الحكومة بمحاسبة المتسببين بقتلهم.

كما دعا رجل الدين الداعم لاحتجاجات ذي قار أسعد الناصري، الحكومة إلى حماية المتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات من "مندسي الاحزاب والمليشيات التي تفتعل المشاكل، وتدفع باتجاه قمع الثورة السلمية".

ولاقى تجدّد الاحتجاجات في العراق دعماً دولياً من بعثة الأمم المتحدة العاملة في بغداد التي قالت في بيان إن التظاهرات تمثل "تعبيراً قوياً عن التضامن والوطنية من قبل العراقيين الذين يطالبون بالعدالة ويرغبون في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً"، مضيفاً: "عام لاستذكار الشجعان الذين فقدوا أرواحهم والتعلم منهم قوة التغيير السلمي".

كما نقلت وسائل إعلام عن السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي دعوته الحكومة العراقية إلى ضمان الحق في التظاهر، مطالباً المتظاهرين بممارسة حقوقهم بشكل سلمي.

وعبّر السفير البريطاني عن قلقه من التقارير التي أشارت إلى العنف الذي رافق التظاهرات، والذي تسبب بحدوث إصابات.