العدد 1695 /24-12-2025
بسمة بركات
أكد سياسيون ومحامون في تونس، مساء الثلاثاء، أن
دعوة المعتقل السياسي العياشي الهمامي إلى إضراب عن الطعام لثلاثة أيام لقيت
استجابة واسعة من المعتقلين السياسيين، ومن قوى مدنية ومن قضاة معزولين ومحامين
وإعلاميين ونشطاء. واحتضن مقر الحزب الجمهوري مؤتمراً تحت شعار: "لنحوّل
السجون إلى ساحة مقاومة"، وهو الشعار الذي أطلقه الهمامي، حيث تم تأكيد أن الإضراب
عن الطعام الذي يبلغ يومه الثالث غداً الأربعاء، هو شكل نضالي داخل وخارج السجون
التونسية، حيث تمت الدعوة إلى مزيد من التضامن مع المعتقلين السياسيين، ومعتقلي
الرأي ومساندتهم في إضرابهم عن الطعام.
وأكد محامي الهمامي، كريم المرزوقي، في كلمة له،
أن "إضراب الجوع لا يخلو من رسائل رمزية تعكس مضمون الإضراب الذي دعا إليه
العياشي الهمامي"، موضحا أن النداء الذي وجهه الهمامي هو تحويل الزنزانات إلى
ساحات نضال. وقال إن الزج بالمعارضين في السجون لا يعني قمع أصواتهم. وأوضح
المرزوقي أن ملف "التآمر على أمن الدولة"، الذي سجن على خلفيته قادة
سياسيون ومحامون ووجهت لهم جريمة صنفت جريمة إرهابية "لا يخلو من
تجاوزات".
وأكد أنه لا توجد في الملف أي إشارة إلى وجود عمل
إرهابي، مبينا أن السلطة تريد من وراء هذا الملف الزج بالمعارضين في السجون وتسليط
أحكام ثقيلة عليهم، وبالتالي هو استهداف ممنهج بعد أن وضعت السلطة يدها على
القضاء، وفق تعبيره. وأكدت النقابية وحيدة الهمامي، في كلمة لها، أنها زارت اليوم
زوجها الهمامي، مضيفة أنه "مصر على مواصلة إضراب الجوع رغم مرور أكثر من 21
يوماً على إضرابه منذ اعتقاله في 2 ديسمبر/ كانون الأول". وقالت إنه دعا إلى
مواصلة النضال "لأن التخويف هو السلاح الوحيد للسلطة وإذا تم كسر حاجز الخوف
كُسرت القيود".
وأضافت أن زوجها "واكب عدة محطات وعدة أحداث
من ذلك أحداث الحوض المنجمي في 2008 حيث نجا من محاولة اغتيال، وأحداث الخبز في
1984 وبعد طرده من العمل لأنه وقف ضد السلطة اختار مواصلة الدراسة والتخصص في
المحاماة للدفاع عن المظلومين، ومنذ ذلك التاريخ لم يغب عن أي حدث وكان دوما في
ساحات النضال".
بدوره، قال شقيق القاضي الإداري السابق أحمد صواب،
المحامي منجي صواب، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الإضراب عن الطعام
يأتي استجابة لنداء الهمامي، معتبراً أنه "مثال ودرس في النضال حتى وهو داخل
السجن". وأوضح أن "هناك استجابة واسعة لهذا النداء نظرا للمصداقية التي
يحظى بيها الهمامي حيث استجابت عدة قوى لهذا النداء من المعتقلين السياسيين
والمحامين، وقضاة سابقين، وبالتالي فإن المقاومة مستمرة".
وقال القيادي في جبهة الخلاص الوطني، عز الدين
الحزقي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن ابنه، السجين السياسي جوهر بن
مبارك "سبق وأن اختار إضراب الجوع كشكل للتعبير عن المقاومة، وكأنه يقول إن
حرمانه من التعبير والكلمة لا يعني أن لا صوت لهم". وأوضح أنهم خارج السجن
وبالتالي هم لديهم الكلمة والجسد وقد اختاروا أن يخوضوا إضراب الجوع لمساندة
المعتقلين السياسيين في دفاعهم عن الكرامة والحرية.
من جهته، قال الإعلامي زياد الهاني، الذي يخوض
إضرابا عن الطعام لليوم الثاني على التوالي إنه كان يرفض هذه الوسيلة في الاحتجاج
ويعتبرها علامة ضعف وعجز، مبينا في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه
"أمام الظلم المسلط فقد يدفع الإنسان أي شيء للتضحية به والوقوف في وجه الظلم
ومن ذلك جسده". وتابع: "صحيح لا يجب إظهار الضعف، ولكن عندما يعلن
الهمامي الذي يعتبر رمزاً في الدفاع عن الحقوق والحريات دخوله في إضراب عن الطعام
وتحويل الزنزانات إلى ساحات نضال فإن النظرة إلى إضراب الجوع تتغير وتصبح وكأنها
رسالة تحد".