العدد 1430 / 30-9-2020

شارك مئات الفلسطينيين، مساء الإثنين، في وقفة جماهيرية وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إحياءً للذكرى السنوية العشرين لاندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وجاءت الوقفة بدعوة من قوى وفعاليات شعبية ومؤسسات معنية بالأسرى في محافظة رام الله والبيرة، وشاركت فيها قيادات من مختلف الفصائل.

وفي 28 أيلول 2000، انطلقت شرارة انتفاضة الأقصى مع اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وتخللتها إعادة إسرائيل احتلال أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية حتى اليوم.

وعلى هامش الوقفة، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف ، إن هذه الوقفة "تجدد العهد للشهداء والجرحى والأسرى الذين سقطوا وقدموا تضحيات جسام في سبيل التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية".

وأضاف أن هذه الثوابت هي "حق عودة اللاجئين، وحق تقرير المصير، وحق إقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس". وتابع أن الشعب الفلسطيني "سيبقى متمسكا بمقاومته وحقوقه حتى إنهاء الاحتلال والوصول إلى حقوقه كاملة غير منقوصة".

ورأى "أبو يوسف" أن "نفس الإرهاصات والمقدمات التي أدت إلى الانتفاضة الشاملة عام 2000 قائمة اليوم، وأهمها انغلاق الأفق السياسي وتصعيد الثالوث: الأمريكي، والاحتلال (الإسرائيلي)، والرجعية العربية التي تحاول التطبيع مع الاحتلال".

ويواجه الفلسطينيون، منذ بداية العام الجاري، تحديات عديدة، أبرزها "صفقة القرن"، وهي خطة أمريكية لتسوية سياسية مجحفة بحق الفلسطينيين، ومخطط إسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية.

وبلغ الوضع ذروته بتوقيع الإمارات والبحرين، في واشنطن منتصف الشهر الجاري، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، متجاهلتين رفضا شعبيا عربيا واسعا، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.

كما رأى أبو يوسف أن "إطلاق شرارة انتفاضة جديدة مسألة ممكنة وواردة جدا في ظل هذا الانغلاق".

ومقارنة بالانتفاضة الأولى (الحجارة) عام 1987، اتسمت الانتفاضة الثانية بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

وقال القيادي بحركة "حماس"، حسن يوسف: "عندما شعر الشعب الفلسطيني بالخطر توحد في خندق واحد، وواجه الاحتلال بثورة سماها ثورة الأقصى".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني توحد على خيار المقاومة، ويتوحد عندما يُمس حق من حقوقه، وعلى رأسها القدس والأقصى والمقدسات".

وأردف: "اليوم شعبنا الفلسطيني يواجه مخاطر كبيرة، وكما اتحد سابقا بإمكانه أن يتحد اليوم في خندق واحد، لوضع إستراتيجية لمواجهة التحديات المحدقة بقضيتنا".

وتابع: "شعبنا بوحدته يستطيع أن يُفشل كل هذه التحديات والمؤامرات، وما تسمى صفقة القرن، وخطة الضم، وهرولة بعض الأنظمة للتطبيع".

وأكدت القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، في بيان مشترك الإثنين، "على مسار الانتفاضة المجيدة، التي انطلقت في الثامن والعشرين من أيلول 2000، أمام انغلاق الأفق السياسي".

وأضافت أن "التضحيات الجسام ستبقى تنير طريق الحرية والاستقلال والتصميم على رفض أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

وأسفرت انتفاضة الأقصى عن استشهاد أربعة آلاف و412 فلسطينيا وإصابة 48 ألفا و322، بينما قُتل ألف و69 إسرائيليا وجُرح أربعة آلاف و500.