العدد 1495 /12-1-2021

تواصلت في النقب، يوم الثلاثاء، المواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل بشكل متواصل لإحياء الصحاري وتحريشها عبر إبادة مزروعات أهالي قرى نقع بئر السبع وسعوة في الداخل الفلسطيني.

وأسفرت المواجهات عن إصابات في صفوف الأهالي، وحملة اعتقالات طاولت أكثر من عشرين شخصاً، بينهم أطفال وقاصرون، وسط توثيق اعتداءات على المعتقلين.

ومع بزوغ فجر الاربعاء، كانت قرية سعوة على موعد مرير مع آليات التجريف والدمار الإسرائيلية، إذ استيقظ الأهالي على الواقع الذي باتوا يعيشونه يوميا بعدما حضرت الآليات لتبدأ هدم خيمة الاعتصام التي قررت قيادة أهالي النقب، أمس، بناءها في موقع التجريف أمس.

وبعد صدامات، صباح اليوم، ومنع الأهالي من الاحتجاج سلميا عند خيام الاعتصام في سعوة، اتجه الأهالي نحو مفرق قرية سعوة، حيث أغلقوا أحد الشوارع أمام المركبات في الاتجاهين، ما أدى إلى عرقلة حركة السير لما يقارب أربعين دقيقة، تجمع خلالها حوالي 300 شخص إلى جانب قيادات الأحزاب العربية.

وسرعان ما احتدمت المواجهات بين الأهالي وقوات الشرطة التي هاجمت المحتجين سلميا واعتقلت ما يقارب العشرين شخصا، غالبيتهم من الفتيان والفتيات من أهالي المنطقة. وزحفت القوات التابعة لوحدة "يواف" الإسرائيلية المدججة بالسلاح إلى مساكن الصفيح في سعوة، ومن هناك بدأت بإلقاء القبض على الشبان.

وقررت الشرطة في ساعات ما بعد الظهر تمديد توقيف جميع المحتجزين على ذمة التحقيقات حتى يوم الغد، فيما استنكر اتحاد المحامين العرب هذا القرار الجائر وقرر تقديم استئناف سريع عليه.

من جهته، قال النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع لرجال الشرطة في معرض محاولات التصدي للهجمة: "أبلغونا أين هي المنطقة المسموح بالتجمهر فيها، ونحن نلتزم بذلك، لم نحضر هنا للإخلال بالنظام، وإنما للتظاهر بشكل سلمي والمطالبة بحقنا".

على الجانب الآخر، لم تقم قوات الشرطة الإسرائيلية بمنع أعضاء حزب الليكود اليميني من الدخول إلى المنطقة المغلقة، بل دعمت العاملين هناك التابعين للصندوق القومي اليهودي (الكيرن كاييمت)، وزرعت بعض الأشجار مباشرة، في رسالة استفزازية واضحة للسكان العرب بأن الحكومة والمعارضة في إسرائيل هما وجهان لعملة واحدة.

رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب عطية الأعسم قال لـ"العربي الجديد"، إنه "تم الاعتداء، اليوم، على شبان ونساء وفتيات وأطفال بعضهم لم يتجاوز من العمر السنوات العشر"، مضيفاً "على مدار سنوات، لم نر مثل هذه الوحشية في التعامل مع السكان، وكأنها عملية احتلال للنقب من جديد، هذا النهج مرفوض تماماً".