العدد 1375 / 28-8-2019

يواصل الإعلام العبري، وبعض السياسيين ورؤساء المجالس المحلية في الدولة العبرية، ممارسة ضغوط شديدة على حكومة بنيامين نتنياهو "اليمينية" بهدف البدء بتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة.

وقال مركز "القدس"، إن الضغوطات التي تُمارس على حكومة الاحتلال تأتي بعد فشلها في إيقاف مسيرات العودة وما تبعها من "تسونامي" الحرائق بفعل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي تُطلق من غزة.

وأشار المركز المختص بالشأن الإسرائيلي، إلى أن اللواء "احتياط" يوم توف سامية؛ القائد السابق للقيادة الجنوبية في جيش الاحتلال، انتقد سياسة الحكومة التي ينتهجها أفيغدور ليبرمان ضد غزة؛ خلال لقاء أجرته معه إذاعة الجيش.

وأوضح أن جيش الاحتلال يوصي المستوى السياسي "بشكل مخالف ومغاير" للضغوطات على الحكومة، مبينًا أن الجيش طالب بخطوات من شأنها تخفيف الضغط عن غزة.

وأفاد بأن جيش الاحتلال، يتذرع بأن "الوقت غير مناسب لمواجهة في الجنوب (قطاع غزة)، حتى الانتهاء من بناء الجدار العائق للأنفاق.

ونشرت صحيفة "معاريف"، وفق مركز القدس، يوم الخميس، مقالًا للصحفي "تل ليف رام" قال فيه إن القناعة لدى الحكومة والجيش بتجنب المواجهة مع حماس في غزة آخذة في الازدياد وخصوصاً وزير "الدفاع" ورئيس هيئة الأركان.

وبيّن "تل ليف" في مقاله أن قناعة القيادة العسكرية للاحتلال (تجنب المواجهة) تأتي بسبب تصاعد الأحداث على الجبهة الشمالية (سورية والجنوب اللبناني).

واتخذ الفلسطينيون خلال مسيرة العودة الكبرى؛ التي انطلقت في 30 آذار الماضي، طرقًا جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي باتت أكثر نجاحًا من الحجر، من خلال استخدام الطائرات الورقية المحملة بالزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة.

وتسببت تلك الطائرات، باحتراق مساحات واسعة من أراضي المستوطنين المزروعة بالقمح والشعير، وكذلك باحتراق مئات الدونمات من الغابات، ما كبد الإسرائيليين خسائر مالية بالغة بسبب احتراق محاصيلهم، واضطرار بعضهم إلى حصادها بشكل مبكر.

وأطلق الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة عدة طلقات تحذيرية باتجاه مجموعة فلسطينيين يستعدون لإطلاق طائرات ورقية حارقة باتجاه غلاف غزة، بالإضافة إلى شن غارات جوية ضد أهداف تابعة لحماس ردًا على الهجمات الحارقة.

"حماس": تهديدات نتنياهو بعملية عسكرية ضد غزة فارغة المضمون

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن تهديدات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة "فارغة المضمون وتأتي في إطار المزايدات الانتخابية والاستهلاك الإعلامي".

وأكد الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، لـ "قدس برس"، أن ضربات المقاومة التي أفشلت أهداف نتنياهو على مدار رئاسته في أربع دورات انتخابية وشنه عدة حروب ضد غزة وجعلت من جيشه أسيراً وقتيلاً وجريحاً هي اليوم أقوى من ذي قبل".

وأضاف: "أي خوض لحرب جديدة ضد غزة حتما سيخسرها نتنياهو كما خسر المعارك السابقة فالمقاومة اليوم أقوى وقادرة على إفشال أهدافه مجددا".

وكان نتنياهو هدد مجددا بشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة تكون "قاتلة"، على حد وصفه.

يشار إلى أن جيش الاحتلال شنّ ثلاث حروب على قطاع غزة خلال السنوات الماضية، الاولى في 27 كانون أول عام 2008، واستمرت 21 يوما. والثانية في 14 تشرين ثاني 2012، واستمرت لمدة 8 أيام. والثالثة في 7 تموز من 2014، واستمرت 51 يوما.

وأودت الحروب الثلاث بحياة ثلاثة آلاف و920 فلسطينيًا؛ بينهم 1030 طفلًا و604 سيدات، كما فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة "حماس" واستعادة جنوده الأسرى عند الحركة والقضاء على سلاح المقاومة، بحسب مراقبين.

وكانت الجولة الأخيرة من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، في الرابع من أيار 2018، واستمرت نحو ثلاثة أيام، وأسفرت عن استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 154 مواطنا، وعلى الجانب الآخر، قُتل أربعة إسرائيليين، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، وفق إعلام عبري.