العدد 1399 / 5-2-2020

تتواصل الفعاليات الشعبية والفصائلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الرافضة للخطة الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن"، والتي تهدف إلى تصفية الحقوق والقضية الفلسطينية، وتسعى إلى تكريس الاحتلال.

وتحت عنوان "تسقط صفقة ترامب"، نظمت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بقطاع غزة المحاصر مؤتمرا شعبيا شهد مشاركة واسعة من كافة القوى الوطنية والإسلامية، والعديد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية، من قادة فصائل العمل الوطني، ونخب سياسية ومجتمعية ونقابية، ووجهاء ومخاتير وغيرهم.

وأوضحت اللجنة في بيان لها أن هذا المؤتمر يأتي ضمن "المشروع الوطني، لإسقاط هذه المؤامرة التي يسعى أصحابها لتصفية قضيتنا وتهويد مقدساتنا وإنهاء مستقبل أجيالنا".

وتحدث عدد من قادة الفصائل في المؤتمر بمدينة غزة، وشدد القيادي البارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، في كلمة عن لجنة المتابعة، على ضرورة "مغادرة مربع الكلام إلى مربع الأفعال من أجل إسقاط صفقة القرن".

من جانبه، أوضح عضو دائرة العلاقات الوطنية في حركة "حماس"، وممثلها في لجنة الفعاليات في القوى الوطنية والإسلامية، زكي دبابش، أن رسالة هذه الفعاليات هي أن "شعبنا الفلسطيني بكل ألوانه وأطيافه، موحد وكلمته واحدة برفض هذه الصفقة".

وشدد على "الشعب الفلسطيني قادر بوحدته الوطنية، أن يدوس هذه الصفقة، وهذه الفعاليات الشعبية من مسيرات ومؤتمرات وغيرها، تعبر عن إرادة قوية وصلبة لدى أبناء شعبنا في نضاله من أجل التصدي لكافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية".

ولفت دبابش إلى أن "الكل الفلسطيني موحد ضد صفقة القرن الأمريكية"، موضحا أن الفعاليات الشعبية "تعبير عن التفاف شعبنا حول المقاومة، بعد سنوات الضياع التي تسببت بها الاتفاقيات الهزيلة وأوصلتنا إلي هذه اللحظة الحساسة في تاريخ القضية الفلسطينية".

وأوضح البيان الختامي للمؤتمر أن "ترامب تخيل نفسه قائدا من قادة الحملات الصليبية الاستعمارية، التي اجتاحت بلادنا قبل قرون واحتلت مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وسيطرت على ثرواتنا واستباحت دماء عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، فخاطبنا وخاطب الأمة الإسلامية بهذه اللغة الاستعلائية ليفرض علينا شروط استسلام مذلة، ونسي أنه بذلك يستبيح كل القيم والأعراف الإنسانية، وينتهك كل القرارات والقوانين الدولية".

وأدان المؤتمر الذي جاء كـ"خطوة في طريق مواجهة الغطرسة الصهيو أمريكية"، الإعلان الأمريكي لـ"صفقة القرن"، مؤكدا رفض الشعب الفلسطيني "لكل ما جاء فيه شكلا ولغة ومضمونا".

وأعلنت لجنة المتابعة في المؤتمر عن تشكيل "اللجنة الوطنية لمواجهة صفقة القرن"، والتي تضم في عضويتها كافة القوى السياسية والوطنية والشعبية والمجتمعية من خلال خطة مواجهة تكافئ خطورة هذا النهج الجديد الذي يدير ظهره لكل المعايير والقيم الإنسانية والأخلاقية والقانونية.

وأشاد البيان بـ"مواقف الشعوب والدول العربية والإسلامية التي عبرت عن رفضها لصفقة القرن"، ودعوهم إلى تجاوز الرفض نحو "العمل الجاد والقوي لإسقاطها وتثبيت الحق الفلسطيني في الأرض الفلسطينية".

كما أدان المؤتمر "المواقف المخزية التي صدرت عن بعض الأطراف العربية"، مطالبا "هذه الأنظمة بمراجعة نفسها وتعديل مواقفها والانسجام مع حالة الرفض العربية والإسلامية العارمة لهذه الصفقة.

وطالب الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، برفض هذه الصفقة باعتبارها مخالفة صريحة لكل القوانين والقرارات الأممية وتعدياً صارخاً على الحقوق الوطنية الفلسطينية".

وشدد البيان الختامي، على أهمية "وحدة شعبنا وقوانا الفلسطينية في مواجهة الصفقة"، داعيا "الأخ الرئيس أبو مازن (محمود عباس) للدعوة العاجلة لاجتماع على مستوى الأمناء العامين للفصائل، لوضع إستراتيجية موحدة لمواجهة الغطرسة والعدوان الصهيو أمريكي على شعبنا ومقدساتنا".

ودعا المؤتمر إلى "سرعة التحرك الإعلامي والدبلوماسي والحقوقي والشعبي العربي والفلسطيني، لإسقاط صفقة القرن تحت شعار: "تسقط صفقة القرن"، إضافة إلى صياغة ميثاق وطني يجرم ويحاكم كل من يتعاطى أو يقبل بصفقة القرن".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء 28 كانون الثاني/يناير 2020، في مؤتمر مشترك مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في منطقة الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".

وشارك في المؤتمر من الجانب العربي، سفراء كل من البحرين والإمارات وسلطنة عمان لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وحضروا مراسم إعلان "صفقة القرن" الأمريكية.