العدد 1344 / 9-1-2019

تحاول واشنطن احتواء تداعيات قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، وقال مسؤول كبير إنه لا يوجد جدول زمني للانسحاب، بينما يسعى الأكراد إلى اتفاق سياسي مع النظام بوساطة روسية.

وأشارت مصادر مطلعة يوم السبت إلى أن مؤتمرا روتينيا تستضيفه الولايات المتحدة في السابع من شباط ويحضره وزراء من 79 دولة في التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، تحول إلى محاولة للحد من الأضرار الناجمة عن قرار ترامب.

وفي أحدث إشارة غامضة، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين إن الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمني لسحب القوات من سوريا، ثم قال إنها لا تخطط للبقاء في سوريا إلى أجل غير مسمى.

بيد أن ثلاثة مصادر مطلعة قالت إن إدارة ترامب لا تزال تسعى لاحتواء تداعيات قراره، كما قال مستشار في وزارة الدفاع إن المؤتمر يأتي في إطار جهود "السيطرة على الأضرار" التي استلزمها قرار ترمب المفاجئ الذي أعلنه في تغريدة قبل نحو أسبوعين، وإن هدفه التوضيح لأعضاء التحالف أنه لم يحدث شيء فيما يتعلق بالانسحاب.

وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية أن المؤتمر سيعقد كما كان مقررا، وأن الدعوات قد وُجهت، لكنها رفضت التعليق على جدول أعمال المؤتمر قائلة إن العمل لا يزال جاريا في هذا الشأن.

من جهته قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون على تويتر إنه سيزور تركيا وإسرائيل برفقة المبعوث الخاص إلىسوريا جيمس جيفري ورئيس الأركان جوزيف دانفورد، للتنسيق بشأن الانسحاب، موضحا أن المناقشات تهدف إلى منع عودة تنظيم الدولة مجددا ومواجهة "الأنشطة الإيرانية الخبيثة" في المنطقة وحماية الذين قاتلوا تنظيم الدولة مع واشنطن، في إشارة إلى المليشيات الكردية.

من جهة أخرى، قال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل إن المجلس سيصوت على مشروع قرار بشأن سوريا قبل نهاية الأسبوع، فيما يُتوقع أن يكون التصويت الإجرائي الأولي الثلاثاء المقبل.

ويتضمن مشروع القرار تفعيل مشروع قانون "سيزر" لحماية المدنيين السوريين الذي يفرض عقوبات على النظام السوري لانتهاكه حقوق الإنسان، كما يتضمن تعزيز الدعم الأميركي للأردن وإسرائيل، دون أن يتطرق لقرار ترامب الانسحاب من سوريا.

مساع كردية

وفي غضون ذلك، تحدث القيادي الكردي السوري بدران جيا كرد لرويترز عن سعي زعماء أكراد سوريا إلى اتفاق سياسي مع النظام بوساطة روسية، بغض النظر عن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من منطقتهم.

وأضاف أن "الإدارة الذاتية" الكردية التي تسيطر على معظم شمال شرق سوريا عرضت خارطة طريق لاتفاق مع النظام في اجتماعات بالآونة الأخيرة في روسيا، وأنها تنتظر رد موسكو.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون روبرتسون إن قوات سوريا الديمقراطية -التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية وتدعمها واشنطن- اقتحمت بلدة الكشمة يوم الأربعاء بعدما سيطرت على بلدة هجين في دير الزور، وذلك تزامنا مع إعلان ترامب لوزرائه عن رغبته القوية في الانسحاب من سوريا.

الموقف التركي

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أن تركيا طلبت من الولايات المتحدة دعما عسكريا كبيرا، بما في ذلك عمليات القصف الجوي والنقل والدعم اللوجستي في سوريا، حتى تتمكن القوات التركية من التفرغ أكثر لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة.

ووصف المسؤولون المطالب التركية بأنها كثيرة للغاية، لدرجة أن الاستجابة لها جميعا ستحتم تعميق الوجود الأميركي في سوريا أكثر، في الوقت الذي تعتزم فيه واشنطن تقليص ذلك التواجد.

وبدورها، أعربت وزارة الخارجية التركية عن رفض أنقرة تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي حذر يوم الخميس من أن يتعرض الأكراد في سوريا "للقتل" على أيدي القوات التركية، وقالت إنها تنم عن نقص مقلق في المعلومات.

وشدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار على أن أنقرة لن تسمح بإنشاء "ممر إرهابي" على حدودها مع سوريا مهما كلف الأمر.