العدد 1400 / 12-2-2020

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرباعية الدولية لعقد مؤتمر جديد للسلام، وأكد أمام مجلس الأمن الدولي التمسك بالسلام العادل والشامل كخيار إستراتيجي، واعتبر أن الخطة الأميركية للسلام تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، رافضا الاتهامات للجانب الفلسطيني بإضاعة فرص السلام.

وقال عباس إنه حضر إلى مجلس الأمن لتأكيد رفضه "للصفقة"، مضيفا "نؤكد على عدم اعتبار الخطة الأميركية مرجعية دولية للتفاوض بشأن السلام في الشرق الأوسط.. لن نقبل بالخطة الأميركية للسلام وسنواجه خطوات تنفيذها على أرض الواقع".

واعتبر عباس أن "الصفقة الأميركية الإسرائيلية" جاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وأنها "ترسخ نظام التمييز العنصري وتقوم على مكافأة الاحتلال بدل محاكمته على جرائمه".

كما اعتبر الرئيس الفلسطيني أن ما أسماه بالرفض الواسع للصفقة الأميركية جاء بعد تشريعها الاستيطان الإسرائيلي وضم الأراضي الفلسطينية، ووجّه التحية لكل من رفض الخطة في كل مكان في العالم.

وأشار عباس على وجه الخصوص إلى المظاهرات التي خرجت في تل أبيب للتعبير عن رفض الخطة، وقال إن 300 ضابط إسرائيلي عبروا عن اعتراضهم على الخطة "ووقفوا إلى جانب الحق".

ودان عباس الإدارة الأميركية معتبرا أنها دعمت الاحتلال وأصدرت قرارات لم يقبلها العالم ولا حتى أعضاء بالكونغرس الأميركي.

التمسك بالسلام

وشدد الرئيس الفلسطيني على أن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ما زال ممكنا، مضيفا "نحن لسنا إرهابيين بل نحارب العنف والإرهاب في كل العالم ولدينا بروتوكول تعاون مع الولايات المتحدة".

كما أشار عباس إلى تجاوب السلطة الفلسطينية مع جهود واشنطن والمبادرات الدولية، مضيفا "لكن لم نجد ما يعبر عن حقوقنا وفقا للشرعية الدولية".

ولفت عباس إلى التزام السلطة باتفاق أوسلو واعترافها ضمنه بإسرائيل وبحقها في الوجود، متسائلا "كيف أضعنا فرص السلام؟".

وحمّل عباس حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة مسؤولية تدمير فرص السلام وتسريع النشاط الاستيطاني، وطالب من يتهمون الفلسطينيين بإضاعة فرص السلام بألا يطلقوا "شعارات غبية".

مؤتمر للسلام

وعرض عباس على مجلس الأمن عقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بتنظيم مؤتمر للسلام عبر الرباعية الدولية بشرط ألا تكون الولايات المتحدة وسيطا لوحدها، كما أصر على تطبيق مبادرة السلام العربية.

وحذر عباس من انفجار الوضع في المنطقة ما لم يسترجع الأمل في السلام، وقال "أمد يدي قبل فوات الأوان لأي شريك يقبل بالسلام في إسرائيل".

ووجه الرئيس الفلسطيني حديثه للشعب الإسرائيلي قائلا إن "الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب آخر لن يصنع لكم السلام.. ليس لدينا أي صراع مع اليهود والديانة اليهودية نحن ضد من يحتل أرضنا ويعتدي علينا".

وأضاف عباس "نحن مؤمنون بالسلام ولن نلجأ أبدا للعنف والإرهاب مهما كانت الأوضاع"، ثم اختتم كلمته بالتحذير من قتل الأمل لدى الشعب الفلسطيني.

مظاهرات بالضفة

وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من المواطنين بالرصاص وبحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال متظاهرين قرب حاجز بيت إيل العسكري شمال مدينة البيرة.

واحتشد آلاف الفلسطينيين في مدينتي رام الله والبيرة تنديدا بالخطة الأميركية للسلام, ودعما لموقف القيادة الفلسطينية الرافض لها، وذلك بالتزامن مع الحضور الفلسطيني في الأمم المتحدة وخطاب عباس بمجلس الأمن.

كما نظمت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة مسيرة في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، وردد فيها المشاركون هتافات تؤكد التمسك بالثوابت الفلسطينية، ورُفعت لافتات تدعو الدول العربية والإسلامية لدعم الجهود الفلسطينية في المؤسسات الدولية وصون القرارات الأممية.