العدد 1386 / 13-11-2019

استشهد ثلاثة فلسطينيين جدد في قصف إسرائيلي استهدف بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ليرتفع عدد شهداء هذا الاسبوع إلى عشرة، بينهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته، في حين توعد جناحها العسكري بالرد، وأعلنت تل أبيب حالة الطوارئ ليومين مقبلين.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال شن ثلاثين غارة جوية ومدفعية على مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر الثلاثاء.

وأوضح المكتب أن الاستهدافات الإسرائيلية شملت أراضي زراعية، ومزارع دواجن، ومنزلا، واستراحة بحرية، إضافة لعدد من المواقع التابعة للفصائل الفلسطينية بمختلف أنحاء القطاع.

كما أشار المكتب الإعلامي إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت دراجة نارية غربي بلدة بيت لاهيا، وتجمعا للمواطنين قرب القرية البدوية شمالي القطاع.

وتسببت هذه الغارات باستشهاد سبعة فلسطينيين من ضمنهم القيادي البارز في سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، بهاء أبو العطا (42 عاما) وزوجته (أسماء أبو العطا)، وإصابة ثلاثين آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت حالة الطوارئ خلال الـ48 ساعة المقبلة في المناطق التي تبعد عن غزة حتى ثمانين كلم، وتم استدعاء المئات من جنود الاحتياط.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار بينيت -الذي تسلم مهامه وزيرا للدفاع يوم الثلاثاء- يشمل منطقة غلاف غزة (المجاورة لقطاع غزة) وحتى شمال مدينة تل أبيب، وسط إسرائيل.

وقررت سلطات الاحتلال إغلاق جميع المعابر في قطاع غزة، كما أغلقت المجال البحري قبالة القطاع لستة أميال.

وطلب الجيش من الموظفين "غير الأساسيين" في تل أبيب ووسط إسرائيل البقاء بمنازلهم وكذلك طلب من المقيمين بالمنطقة الحدودية مع غزة، كما أمر المدارس والجامعات بأن تبقى مغلقة، وحظر التجمعات العامة.

رد المقاومة

وردا على اغتيال أبو العطا، توعدت سرايا القدس بأن "الساعات المقبلة ستضيف عنوانا جديدا إلى سجل هزائم رئيس وزراء العدو".

وحملت -في تصريح تلفزيوني للناطق باسم سرايا القدس- إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعات قرار اغتيال قيادة المقاومة، مؤكدة أنها لن تسمح بإعادة سياسة الاغتيالات.

ميدانيا، أطلقت فصائل المقاومة رشقات صاروخية تجاه المواقع والمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.

وأعلنت سرايا القدس استهدافها تجمعا للجنود الإسرائيليين شرق قطاع غزة، بقذائف هاون.

وأضافت "أكد مجاهدونا وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال"، وشوهدت طائرات العدو وهي تهبط في المكان، في حين لم يصدر أي تصريح عن الجيش الإسرائيلي حول هذا الحادث.

وأفاد مراسلون بأن 149 صاروخا أُطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، منها 18 صاروخا سقطت داخل القطاع، و131 اجتازت حدود إسرائيل، بينما سقط 61 صاروخا في مناطق مفتوحة وغير مأهولة. في حين أُطلق 64 صاروخا باتجاه مدن ومناطق مأهولة، واعترضت القبة الحديدية 56 صاروخا.

واعتبرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية اغتيال أبو العطا ومحاولة اغتيال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد أكرم العجوري في دمشق تجاوزا لكل الخطوط الحمراء.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إنه لا خيار أمام الحركة سوى المواجهة ردا على جريمة اغتيال أبو العطا.

وحذر البطش الاحتلال الإسرائيلي من أنه سيدفع ثمنا باهظا، مشددا على أن الحركة جاهزة لكل الاحتمالات، وأنها لن تقبل بتغيير المعادلة التي فرضتها المقاومة على حد تعبيره.

دعوات إسلامية وأوروبية لوقف التصعيد في قطاع غزة

أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة ما اعتبرته "عدوانا عسكريا" لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل "سريع وتام" بعد اشتداد التوتر بين إسرائيل وفصائل المقاومة.

في المقابل، توعدت حركة الجهاد الإسلامي بـ "رد مزلزل" إثر عملية الاغتيال، وقامت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق نحو خمسين صاروخا باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى جرح أربعة إسرائيليين وإصابة عدة منازل إصابات مباشرة.

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي لوقف التصعيد بشكل "سريع وتام" بعد اشتداد التوتر بين إسرائيل والمقاومة بغزة، وقالت مايا كوسيانكيتش المتحدثة باسم مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية -في بيان- إن وقف التصعيد "ضروري الآن حفاظا على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين".

وشددت كوسيانكيتش على أن "إطلاق الصواريخ على المدنيين غير مقبول إطلاقا ويجب أن يتوقف فورا".

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي "يدعم بالكامل جهود مصر" ويذكر بموقفه القاضي بأن "الحل السياسي وحده يمكنه إنهاء حلقات العنف".

كما وصفت الخارجية الإيرانية اغتيال إسرائيل للقيادي بهاء أبو العطا، واستهدافَ قيادي آخر في دمشق بأنه "إرهاب وجريمة حرب".

وأضافت في بيان لها أنه يجب على العالم ومؤسساته الدولية إدانة الكيان الإسرائيلي ومحاكمته على جرائمه.

وأشارت إلى أن أُولى خطوات الرد الفلسطيني على جرائم الاحتلال تتمثل بالوحدة خلف المقاومة كخيار وحيد.

نتنياهو يكشف رواية الاحتلال لاغتيال أبو العطا: قررنا اغتياله قبل عشرة أيام

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد العسكري في قطاع غزة، ولكنه ألمح إلى أن التصعيد الذي بدأ عقب اغتيال القائد بسرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- بهاء أبو العطا، قد يستغرق وقتا، طالبا من الإسرائيليين "الصبر".

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب "إسرائيل لا تريد التصعيد، لكننا سنفعل ما يلزم لحماية أنفسنا، هذا يمكن أن يستغرق وقتا، ويجب السماح للجيش الإسرائيلي بالقيام بهذه المهمة".

من جهته، قال رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، في المؤتمر ذاته "ليس لدينا مصلحة في التصعيد، لكننا نستعد له، وأيضا احتمال استمرار عمليات القتل المستهدف"، في إشارة إلى الاغتيالات.

وبدوره، قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" نداف أرغمان، إن توقيت اغتيال أبو العطا جاء "لأسباب مهنية".