توغلات واعتداءات إسرائيلية في ريفي القنيطرة ودرعا
العدد 1669 /25-6-2025
ضياء الصحناوي
شهدت
مناطق متفرقة في محافظتي القنيطرة وريف درعا الغربي الجنوبي، في جنوب سورية، اليوم
الثلاثاء، توغلات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلالها اعتداءات بحق الأهالي.
وتوغلت قوة عسكرية إسرائيلية عند الساعة العاشرة صباحاً في بلدة طرنجة شمال مدينة
القنيطرة، وطلبت من القائم على جامع القرية دعوة الأهالي عبر مكبرات الصوت لتسليم
طائرة مسيّرة مفقودة سقطت في المنطقة، مع التهديد بتفتيش المنازل في حال عدم
الامتثال.
ولم
يكن هذا التوغل الأول للقوات الإسرائيلية في طرنجة خلال الأسابيع الأخيرة، إذ شهدت
البلدة قبل أكثر من أسبوع عملية مماثلة تم خلالها احتجاز ثلاثة شبان من أبناء
القرية، لا تزال جهات الاحتلال ترفض الإفصاح عن أسباب اعتقالهم أو مكان احتجازهم.
وقال ناشط من القنيطرة، فضل إخفاء اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي
الجديد": "لم نُفاجأ بالتوغل اليوم، لكن التهديد بتفتيش المنازل كلها
لمجرد طائرة سقطت يُشعرنا بالذل. قبل أسبوع اعتقلوا ثلاثة شباب من البلدة دون
أسباب معلومة، وعائلاتهم لا تعرف عنهم شيئاً. ندخل في دوامة؛ إما أن نسلم ما لا
نملك فنتهم بالتعاون، أو نرفض فنعرض كل القرية للتفتيش. هذا إذلال ممنهج".
وبالتزامن
مع أحداث طرنجة، توغلت قوة عسكرية إسرائيلية أخرى عند مدخل بلدة جباتا الخشب في
ريف القنيطرة الشمالي، حيث نفذت عمليات تفتيش داخل مقالع للحجارة تحيط بالمنطقة.
وأكد نشطاء من البلدة لـ"العربي الجديد" أنهم رصدوا تحرك آليات عسكرية
ثقيلة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي السورية المحتلة وقرى القنيطرة
الحدودية. أما في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، فقد دمرت قوات الاحتلال
الإسرائيلي فجر اليوم 18 لوحاً شمسياً في منطقة الخويثة بوادي الرقاد، بالقرب من
قرية جملة، وتعود ملكيتها لمزارعين محليين يعتمدون عليها في تشغيل مضخات الري
لمزروعاتهم. وقال ناشط من درعا، فضل إخفاء اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي
الجديد": "تدمير الألواح الشمسية في وادي الرقاد حكم على عشرات العائلات
بالعطش والعطالة. تلك الألواح كانت تُشغل مضخات الري الوحيدة بعد تدمير البنية
التحتية".
وفي
سياق منفصل، شهدت مدينة درعا انتشاراً أمنياً ملحوظاً لعناصر تابعة للأجهزة
الأمنية السورية، تركز بشكل خاص حول شارع المجمع الحكومي والأحياء المحيطة به.
وجاء هذا الانتشار في أعقاب "حملة تفتيش" استهدفت منازل عائلة الحشيش في
الأيام الماضية. ورداً على هذه التطورات، زار وفد من وجهاء من كافة قرى درعا بعد
ظهر اليوم منزل راضي الحشيش، معربين عن تضامنهم مع العائلة، ومؤكدين أن "أهل
حوران جسد واحد"، ومشددين على ضرورة تعزيز التماسك الاجتماعي. ودعا الوجهاء
إلى دعم مسار بناء مؤسسات الدولة، مع الإشارة إلى أن التجاوزات الفردية لبعض
العناصر الأمنية لا تمثل سياسة الدولة، مطالبين الحكومة الانتقالية بمحاسبتها.