العدد 1374 / 21-8-2019

أسفرت غارة جوية جديدة وقعت يوم السبت على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا عن مقتل 11 مدنيا على الأقل، بينهم أم مع أطفالها الستة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات كانت سورية وروسية في إطار التصعيد المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر. واستهدفت الغارات الجوية قرية دير شرقي القريبة من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب.

وأفاد المرصد أن غارات السبت كانت سورية وروسية على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا في إطار التصعيد المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وصرح المرصد أن قوات النظام قامت بقصف جوي على قرية دير شرقي، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين هم امراة وستة من أطفالها، عمر أصغرهم أربع سنوات وأكبرهم لم يتجاوز 18 عاما. واستهدف القصف منزلهم المؤلف من طابق واحد، وفق المرصد. كما قتل أربعة مدنيين آخرين بغارات روسية على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي، بحسب المصدر.

وقال مصور صحافي إن مسعفين من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) عملوا على انتشال جثة فتى تفحمت تحت الأنقاض. ويظهر في صور التقطها مسعفون ورجال ينقلون على الأرجح أشلاء وضعت في غطاء من الصوف رمادي اللون.

ومنذ نهاية نيسان ، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقل نفوذا، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي، تسبب بمقتل أكثر من 850 مدنيا، وفق المرصد. وجاءت حصيلة قتلى السبت غداة مقتل 17 مدنيا، 15 منهم جراء غارات روسية استهدفت تجمعا للنازحين في المنطقة ذاتها، طبقا للمصدر.

الأمم المتحدة قلقة

وأبدت الأمم المتحدة يوم السبت "قلقها البالغ" إزاء استمرار العنف. وأفاد المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الإقليمي ديفيد سوانسون لوكالة الأنباء الفرنسية أن "استمرار الاشتباكات والقصف والغارات الجوية، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، بلا هوادة" في إدلب ومحيطها "يعيق عمليات الإغاثة الإنسانية".

ودفع التصعيد أكثر من 400 ألف شخص إلى الفرار، وفق الأمم المتحدة. وقال سوانسون إن العديد من هؤلاء نزحوا خمس مرات على الأقل.

وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية في إدلب عن نزوح عشرات العائلات يوميا في الأسبوع الأخير باتجاه مناطق أكثر أمنا. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد نددت الثلاثاء "باستمرار الغارات العشوائية للنظام وحلفائه في إدلب".

وقال متحدث باسمها في بيان "تدعو فرنسا إلى وقف فوري للأعمال القتالية في محافظة إدلب وتذكر بالمسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق حلفاء النظام السوري في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار".

ومنطقة إدلب ومحيطها مشمولة باتفاق روسي تركي منذ أيلول 2018، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.

وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي، حيث سيطرت على بلدة الهبيط وعدد من القرى في محيطها.

وتحاول قوات النظام التقدم باتجاه مدينة خان شيخون التي يمر فيها وفي بلدات مجاورة في إدلب طريق إستراتيجي سريع يربط حلب بدمشق، ويقول محللون إن قوات النظام ترغب باستكمال سيطرتها عليه.

وتشهد سوريا صراعاﹰ دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.