العدد 1414 / 20-5-2020

تسود أجواء من التوتر الجنوب السوري، على خلفية مواصلة النظام استقدام تعزيزات عسكرية إلى درعا، فيما يبدو تحضيرا من النظام السوري لاقتحام أجزاء من أريافها.

وفي آخر التطورات، أكدت مصادر خاصة وصول تعزيزات عسكرية من جانب النظام والمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، إلى مناطق متفرقة في درعا وريفها الغربي.

وأكد الناطق باسم "تجمع أحرار حوران" أبو محمود الحوراني، وصول تعزيزات من "الفرقة التاسعة" التابعة للنظام، إلى المنطقة الغربية في درعا، موضحا أن "التعزيزات تضمنت أسلحة ثقيلة (مدرعات، مصفحات، ناقلات جند)، ما يؤشر إلى نوايا بنشوب معارك قريبة.

وتعبيرا عن رفضهم وصول التعزيزات، خرج المئات من أبناء درعا في نقاط عدة بمظاهرات حاشدة، منها درعا البلد، تخللها هتافات تعود إلى بداية الثورة، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

وفيما يبدو مضيا من النظام السوري في خطة التصعيد، دون الالتفات إلى النتائج والرفض الشعبي، أكد الحوراني وصول تعزيزات جديدة من "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى مركز حي المحطة في مدينة درعا، من دمشق.

من جانب آخر، ألمح الحوراني إلى ما يبدو موافقة روسية على التصعيد، مبينا أن "المؤكد أن أي تحرك عسكري في الجنوب لا يتم إلا بموافقة روسية، ويبدو أن قرار التصعيد اتخذ ضد منطقتي طفس والمزيريب، تحت حجة حادثة مقتل تسعة عناصر من شرطة النظام في المنطقة، في وقت سابق".

مصدر من درعا أشار بدوره إلى مشاركة المليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني (فيلق القدس)، في التعزيزات.

وحسب المصدر، فإن من الواضح أن هناك تحريض ودفع إيراني للبدء بعملية عسكرية ضد المنطقة الغربية، وذلك تمهيدا لتغلغل المليشيات الإيرانية.

من جانبها، أصدرت فعاليات شعبية من درعا بيانا، قالت فيه: "أمام توتر الأحداث في الجنوب السوري وتطوراتها، فإن أبناء حوران وأعيانها ووجهاء عشائرها يؤكدون وقوفهم ضد أعمال القتل والاغتيال والخطف مهما كان مصدرها، ويحملون أصحابها المسؤولية الشخصية، لكنهم في الوقت نفسه يرفضون استقدام الجيش وانتشاره خارج ثكناته بغية الترهيب والتهديد وخلق أعمال عدائية".

وأضاف البيان، بأن "القرارات ذات التبعية الحاقدة التي تنفذها أجندات طائفية سيئة الصيت ونخص بذلك المليشيات الإيرانية ومن يدور في فلكها لن تجد لمبرراتها وحججها الواهية سبيلا للسيطرة على الجنوب وزعزعة أمنه واستقراره وتمزيق نسيجه الاجتماعي بإثارة الفتن والنزاعات".

وفي مؤشر آخر على التصعيد، لقي ضابط وعنصران في قوات الأسد مصرعهما، يوم الخميس، بعد أن أطلق مجهولون الرصاص عليهم في هجومين منفصلين بمحافظة درعا.

وأكدت مصادر محلية مقتل ضابط برتبة ملازم، وآخر "متطوع" في صفوف المخابرات العسكرية، بعد أن استهدفهما مسلحون بالرصاص على الطريق الواصل بين بلدتي الطيبة وصيدا شرقي درعا.

وإذا كان من غير الواضح إلى أين ستتجه الأوضاع في درعا، فإن الواضح أن القرار بيد الروس، كونهم الجهة التي رعت اتفاق الجنوب في صيف العام 2018.

وحول ذلك، كشف عضو لجنة التفاوض عن درعا، المحامي عدنان المسالمة، عن اجتماع مرتقب مع الروس، لوضع موسكو أمام مسؤولياتها كضامن عن اتفاق الجنوب.

وقبل أيام، أكد القيادي السابق في فصائل التسوية أدهم الأكراد، أنه وجه رسالة للضامن الروسي، لمنع إطلاق أي عمل عسكري في درعا، مؤكدا أنه في حال حدث ذلك فسيتم رده من قبل جميع أبناء الجنوب.

ويقسم "اتفاق الجنوب"، درعا أمنيا إلى قسمين، الأولى تلك التي سيطرت عليها قوات النظام بالقتال في ريف درعا الشرقي في بداية الحملة العسكرية في حزيران 2018، وهذه المناطق جردتها قوات النظام من جميع أنواع الأسلحة، فيما تشكل المناطق التي عقدت اتفاقيات تسوية مع النظام برعاية روسية، القسم الثاني، وهذا القسم احتفظ بسلاحه الخفيف، من دون دخول النظام إلى مناطقه.