العدد 1667 /11-6-2025

عدنان علي

شيّع أهالي بلدة قسطون بريف حماة الغربي، شمال غربي سورية، اليوم الاثنين، جثمان حمزة سعود الجمعة (أبو الحارث قسطون) المسؤول الأمني لمنطقة الدريكيش في ريف طرطوس، على الساحل السوري بعد اختفائه منذ ثلاثة أشهر خلال الأحداث الأليمة التي شهدتها المنطقة وسط مخاوف من اندلاع أعمال العنف مجدّداً. وعثرت قوات الأمن، أمس الأحد، على جثة الجمعة في قرية عين بالوج بريف طرطوس، وذلك بعد أشهر من البحث عنه عقب اختطافه من فلول نظام بشار الأسد في السابع من مارس/ آذار الماضي، بعد شنهم هجوماً على القوات الأمنية في المنطقة.

وعثر على جثته متحلّلة بعد مرور مدة طويلة على عملية خطفه التي جرت بعدما حاصر فلول النظام المقرّ الأمني في الدريكيش، وجرى التفاوض على تسليم العناصر أنفسهم للفلول، على أن يجري نقلهم بأمان إلى مدينة طرطوس مقابل تسليم عناصر المقر الأمني. وكان يبلغ عددهم حينذاك نحو 25 عنصراً من الأمن العام. وأوصل فلول النظام السابق العناصر إلى المدينة، لكنهم أبقوا على المسؤول الأمني حمزة سعود الجمعة ونائبه أبو فيصل الذي وجد مقتولاً بعد أيام عدّة. وظل منذ ذلك الوقت الجمعة في عداد المفقودين، بينما كان عناصر من الفلول يتفاوضون عليه مع الأمن العام إلى حين عُثر على جثته، وفق مصدر أمني تحدث لـ"العربي الجديد".

وأضاف المصدر ذاته أن قوات الأمن كانت تشكّك براوية الأشخاص الذين كانت تفاوضهم، وتمكنت من جمع معلومات من خلال عناصر الفلول الذين اعتقلتهم، وتوصلت إلى مكان دفن الجمعة. إثر ذلك، برزت مخاوف من تجدّد أعمال العنف في الساحل السوري، مع ظهور تهديدات من أقارب المسؤول الأمني بالانتقام. وقال شقيقه في تسجيل مصوّر إنه لن يهدأ له بال حتى ينتقم من قتلة شقيقه. وحدد أقاربه ضمن من سينتقمون منه اسم شخص اسمه غدير سليمان، الملقب غدير الحوري، وأهله الذين قالوا إنهم "كانوا يعلمون" بمقتل قريبهم، لكنّهم تستروا على ذلك. وتعهدوا بعدم المس بأهالي دريكيش أو قرية عين بالوج حيث وجدت الجثة.

واندلعت أحداث الساحل، في 6 مارس/آذار الماضي، إثر هجمات من فلول النظام السابق ضد قوى الأمن العام ومدنيين، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى في صفوف الأمن العام، وانتهاكات طاولت مدنيين على يد الفلول وعناصر الأمن وفصائل موالية للدولة السورية، التي أعلنت تشكيل لجنتَي تحقيق بتلك الأحداث، ولم تصدر نتائج عملهما حتى الآن.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية، اليوم الاثنين، اعتقال شخصين يمتهنان تهريب المخدرات في محافظة حلب وترويجها ويحملان الجنسية اللبنانية.

وقال مدير الإدارة، العميد خالد عيد إنّ العملية جرت أثناء محاولتهما تهريب كمية ضخمة من المخدرات تقدر بنحو 800 كيلو غرام من مادة الحشيش المخدر و200 ألف حبة مخدرة كانت بحوزتهما، وأضاف عيد أن العملية تأتي في إطار "الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة مكافحة المخدرات، التي تهدف إلى بناء مجتمع متماسك معافى من الآفات الخطيرة"، وقال: "بلادنا لن تكون مرتعاً لتجار ومروجي المخدرات، ولا ممراً لتهريبها، كما لن نسمح بأن تستخدم أراضيها طريقاً يهدّد أمن دول الجوار، وسنواصل العمل بكل حزم لملاحقة شبكات التهريب والترويج".