العدد 1409 / 15-4-2020

قال المحامي والمختص بالشأن الحقوقي خالد زبارقة إن الاحتلال يستغل الانشغال المحلي والدولي بفيروس الكورونا لتمرير مشاريعه التهويدية والاستيطانية في مدينة القدس المحتلة ولتسريعها بما يخدم مصالحه.

وخلال محاضرة نظمها معهد شباب الأقصى للدراسات ومعارف بيت المقدس التابع لرابطة شباب الأقصى–الجزائر، أكد زبارقة أن أهل القدس يواجهون سياسات الاحتلال من جهة والكورونا من جهة أخرى.

ولفت زبارقة النظر إلى أن الاحتلال تعمد الإهمال الصحي للمقدسيين، فهناك أكثر من 350 ألف مقدسي معرضون للوباء بطريقة أو بأخرى، بينما يعطي كل الاهتمام للتجمعات اليهودية.

وكان "شباب الأقصى" قد نظم محاضرة بعنوان: "سياسة الاحتلال تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل فيروس الكورونا".

تهويد القدس

بيّن زبارقة: "يسعى الاحتلال إلى تحويل القدس لمدينة خالية من العرب والمسلمين، ومن جهة ثانية ينظر إلى المسجد الأقصى كمكان مقدس لليهود، ويسعى بشكل محموم إلى فرض الهوية الدينية التلمودية عليه".

ونوه إلى أن ذلك كله جاء "كمقدمة للسيطرة بشكل تام على هذا المكان وتحويله من مكان مقدس إسلامي إلى يهودي ويقيم فيه الهيكل المزعوم باسم كل اليهود".

وحذر من خطورة صفقة القرن على الأرض ومحاولات الاحتلال فرض واقع جديد على القدس من خلال تسريع سياسات التهجير بحق الأهالي ومصادرة أراضي والسيطرة على أخرى وعمل أنفاق وتكثيف السياحة الدينية والسيطرة على الأحياء الفلسطينية.

عبث في الهوية

وأوضح زبارقة أن الاحتلال عزز من قوته العسكرية في المسجد الأقصى لحماية المستوطنين واليهود المتطرفين وللتدخل في إدارة المسجد وصلاحيات الأوقاف ومحاولة فرض شريعة وسيادة يهودية بالقوة.

واستطرد: "الاحتلال يسعى للتأثير على الوجود البشري الإسلامي من خلال ملاحقة المرابطين والمرابطات وتغيير طابع المسجد وساحاته وفرض بيئة طاردة وخصوصا في باب الرحمة".

وحول العبث بهوية القدس أشار زبارقة إلى أن الاحتلال قام بتغيير أسماء الأماكن والشوارع تزامنا مع محاولة فرض الرواية الإسرائيلية، كمقدمة لسياسات أخرى تتعلق بالسكان وإرغام المقدسيين على ترك القدس والنزوح والسيطرة على الأراضي والعقارات، والتعامل مع السياسات الإسرائيلية كواقع معاش.