العدد 1334 / 24-10-2018

تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول خطاب له عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وطالب السعودية بمحاكمة قتلته داخل تركيا ، وبالكشف عن المتورطين في الجريمة من أسفل السلم إلى أعلاه.

وفي خطاب ألقاه بالبرلمان يوم الثلاثاء، قال الرئيس التركي إن خاشقجي زار القنصلية السعودية بإسطنبول في 28 من الشهر الماضي، ثم توجّه فريق من القنصلية إلى السعودية للتحضير للجريمة، وفي بداية الشهر الجاري جاء فريق من 15 شخصا سعوديا بطائرتين خاصتين إلى إسطنبول.

وأضاف أنه بعد قتل خاشقجي تم تكليف المدعي العام بالتحقيق في الجريمة، بينما نُزع القرص الصلب من كاميرات المراقبة في القنصلية يوم قتل خاشقجي. ولفت إلى أن السعودية أنكرت في الرابع من الشهر الحالي مقتل خاشقجي، وأن القنصل العام فتح أبواب القنصلية لوكالة رويترز كما فتح بعض الخزائن أمام الكاميرات بشكل "مستهتر".

وشدد أردوغان على أن هذه الحادثة وقعت في إسطنبول "وهذا يحمّلنا المسؤولية"، وتحدث عن الاتصالات التي أجرتها تركيا مع السعودية لتنسيق التحقيقات والتفتيش. وقال أردوغان إنه تحدث للوفد السعودي عن افتقار القنصل السعودي للكفاءة، كما تحدث للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عن سوء إدارة القنصل للقضية.

وأضاف أردوغان أن الأدلة كشفت أن خاشقجي قتل بشكل وحشي، معتبرا أن هذا سيجرح ضمير الإنسانية بشكل بالغ، إلا أنه أكد أن السعودية أبدت تعاونها واتخذت خطوة مهمة باعترافها بوقوع الجريمة داخل القنصلية، وطالبها بالكشف عن المسؤولين عن الجريمة لأن بلاده تمتلك الأدلة على أنه تم التخطيط لها مسبقا.

وطرح الرئيس التركي العديد من الأسئلة على الجانب السعودي، وقال إن الملف لن يغلق إذا لم تجب عليها، ومنها لماذا اجتمع الخمسة عشر شخصاﹰ في إسطنبول؟ وبناء على تعليمات ممن؟ ولماذا اتخذوا من القنصلية مكاناﹰ للتحقيق مع خاشقجي؟ ولماذا تم الإدلاء بتصريحات متناقضة عن الجريمة؟ ولماذا لم يعثر على الجثة حتى الآن؟ ومن هو المتعاون المحلي الذي تم تسليم الجثة له؟

وقال أيضا "نطالب السلطات السعودية بالكشف عن المتورطين في الجريمة من أسفل السلم إلى أعلاه". واقترح أردوغان أن تتم في إسطنبول محاكمة الموقوفين الـ18 الذين أعلنت السعودية عن اعتقالهم، ومنهم الفريق المكون من 15 شخصا.

وقال أردوغان أيضا إن "إلقاء اللوم على بعض رجال الأمن والمخابرات لن يكون مطمئناﹰ لنا وللمجتمع الدولي"، منتقدا الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها تركيا على خلفيّة الجريمة، وقبل ساعات من خطاب أردوغان، قال مصدر تركي إن الفريق السعودي الذي قتل الصحفي السعودي صوّر عملية قتله وتقطيع جثته بالكامل.

كما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال اجتماع مع صحفيين ، إن إقرار السعودية بمقتل خاشقجي مهم حتى لو جاء متأخرا، مؤكدا أن تركيا لم تكن سببا في تأخر التحقيقات.

وأقرّت الرياض فجر السبت بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها، لكنها قالت إنه توفي بسبب شجار مع مسؤولين سعوديين، مؤكدة توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.

ومن جهة أخرى، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن مساء الاثنين إن "الخط الذي رسمه الرئيس التركي منذ بداية هذا الموضوع واضح جدا، لن تبقى أي معلومة تتعلق بهذه المسألة مخفيّة، سنتابع الأمر للنهاية وفي إطاره القانوني أيضا"، مشددا على أن الأمر لا يتعلق بالعلاقات بين تركيا والسعودية.

وكان مسؤولون أتراك أخبروا العديد من وسائل الإعلام أن السلطات التركية لديها أدلة وتسجيلات بالصوت والصورة تثبت قتل خاشقجي داخل القنصلية وتقطيع جثته على يد فريق سعودي من 15 شخصا، يقودهم الضابط بالاستخبارات السعودية العقيد ماهر مطرب.

أردوغان يعزي أسرة خاشقجي ويعدها بمتابعة القضية

قدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التعازي لأسرة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر الجاري.

وأفادت مصادر في الرئاسة التركية بأن أردوغان أجرى مكالمة هاتفية مع أفراد أسرة خاشقجي اليوم الثلاثاء، وأعرب خلال المحادثة عن حزنه العميق لمقتل عميد أسرتهم، وتمنى الرحمة له والصبر والسلوان للعائلة.

وأكد أن بلاده ستتابع القضية عن كثب، وأنه سيتم فعل كل شيء من أجل الكشف عن ملابسات الجريمة.

خطيبة خاشقجي تدعو الاتحاد الأوروبي لمعاقبة الآمر بقتله

قال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني إن خطيبة الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، قدّمت طلبًا للبرلمان دعت فيه إلى عدم معاقبة القتلة فحسب، بل محاسبة الذين أصدروا الأوامر لهم أيضا.

وأضاف تاجاني -في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر- يوم الثلاثاء أن خديجة جنكيز تقدمت بطلب إلى البرلمان الأوروبي؛ دعت فيه إلى إجراء تحقيق دقيق ومستقل في قضية مقتل خطيبها خاشقجي.

وندد نواب في البرلمان الأوروبي بمقتل خاشقجي وحملوا النظام السعودي مسؤولية ذلك.

وطالبوا بالوقف الفوري لتصدير الأسلحة إلى السعودية، وتحديد المسؤوليات الكاملة ومعاقبة المذنبين.

كما دعا نواب آخرون إلى تغليب قيم حقوق الإنسان على المصالح التجارية في تعامل أوروبا مع الأنظمة التي وصفوها بالمارقة.

من جهتها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن قتل صحفي واحد هو "اعتداء على حرية التعبير وهجوم ضدنا جميعا".