العدد 1341 / 12-12-2018

في الذكرى السنويّة الأولى لقرار ترمب المشؤوم، وتأكيدًا على الحقّ العربي والإسلامي في القدس، ورفضًا لقرار الإدارة الأمريكيّة الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل سفارتها إليها، نظمت مؤسسة القدس الدوليّة لقاء تضامنيًّا تحت عنوان: "القدس عربية وإسلامية: كانت وستبقى"، بمشاركة ممثلين عن هيئات وأحزاب وقوى عربية وإسلامية ووفود دبلوماسية وشخصيات دينية وعلمائية.

أكد المشاركون خلال كلماتهم على رفض قرار ترمب الذي يتعارض مع القانون الدولي والحق التاريخي العربي المتأصل في أرض القدس، مشدّدين على ضرورة استمرار رفضه ومواجهته بكل الطرق والسُّبل المتاحة.

ياسين حمود

وأكد حمود أنّ الاحتلال فشلِ إلى الآن بجعلِ القدسِ عاصمةً يهوديةً له، والحصول على شرعيةٍ دوليةٍ في ذلك، فكلُّ تهويدِه يصغرُ أمامَ هيبةِ المسجدِ الأقصى، وعراقةِ كنيسةِ القيامة.

وقال حمود:" قرار ترمب الذي اعترفَ فيه بالقدسِ عاصمةً للاحتلالِ هو قرارٌ مشؤومٌ لأنّه كررَ ما فعلَه وعدُ بلفور منذ أكثرَ من مئةِ سنةٍ، وكما مثَّلَ وعدُ بلفور ضوءًا أخضرَ للعصاباتِ الصِّهيونيةِ لاستباحةِ فلسطين بالاستيطانِ والمجازرِ، فإنّ قرارَ ترمب مثَّلَ الضوء الأخضر للاحتلال لحسمِ مصيرِ القدس بأقربِ وقتٍ وبأيِّ وسيلة، فقد تلطّى الاحتلالُ خلفَ هذا القرارِ ليصعِّدَ من استهدافِ الشعبِ والأرضِ والمقدساتِ في القدس".

النائب إبراهيم الموسوي

كلمة حزب الله ألقاها النائب إبراهيم الموسوي، قال فيها:" إن القدس كانت وستبقى عاصمة فلسطين وعلى الأمة أن تجدد كلمتها مع فلسطين وشعبها، فالمخاطر التي تحيط بقضية القدس أكبر من أي وقت مضى، لكن رهاننا على شعوب أمتنا التي لم يتوقف دعمها لقضية فلسطين، موجهًا التحية للشعب الفلسطيني ومسيرات العودة وللفصائل الفلسطينية.

فتحي أبو العردات

وألقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات كلمة أكد فيها أن حجم المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية كثيرة ومتشعبة تستهدف هويتها وتاريخها ومستقبلها، واصفًا قرار ترمب بالعدواني الجهنّمي، مؤكدًا أن المواقف التضامنية الدولية تعزز ثبات وصمود شعبنا الفلسطيني.

د. موسى أبو مرزوق

بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. موسى أبو مرزوق:" لقد طالتْ قراراتُ ترمب المُجحفةُ القدسَ، والأونروا، واللاجئين، والأسرى، ومنظمةَ التحريرِ الفلسطينيةَ، والسلطةَ الفلسطينيةَ، وشخصياتٍ قياديّةً فلسطينيةً، وهي بمجموعِها تمثُّل إعلانَ حربٍ من الإدارة الأمريكيّة على القضيّة الفلسطينيّةِ برُمّتِها".

وأضاف:" نحن في حركةِ حماس لم ننظرْ إلى قرارِ الاعترافِ بالقدسِ عاصمةً للاحتلالِ الإسرائيليِّ على أنّه قرارٌ يدورُ في فلكِ المعركةِ الدبلوماسيةِ معَ الاحتلالِ وداعميه، بل هو قرارٌ في صميمِ المعركةِ الوجوديّةِ معَ الاحتلالِ، لأنَّ القدسَ رمزُ وجودِنا على أرضِ فلسطينَ، وهي فخرُ ماضينا، وأملُ مستقبلِنا".

هاني سليمان

وقال عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي هاني سليمان:" إن قرار ترمب هو قرار سياسي استفزازي تحدى به العالم بأسره، لكن في المقابل، إن الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله ومقاومته للاحتلال ولن يستسلم أو يسقط الراية".

محمد الهندي

بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي:" إن انهيار المنطقة فتح شهية الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا لتصفية القضية الفلسطينية وسلب ثروات الأمة، لكننا اليوم نقول بصوت عالٍ لكل الواهمين، أن شعبنا الفلسطيني مستمر في مقاومته حتى النصر والحرية، وسيسقط قرار ترمب وكل الصفقات والمؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا وأمتنا".

عزام الأيوبي

وقال الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي:" نحن ندافع عن تاريخ وحضارة الأمة، وسنستمر في عملية الدفاع المشرفة عن قضية فلسطين العادلة في كل الأوقات وكل الأوضاع حتى نحافظ على هويتنا ومستقبلنا، وندعو إلى توحيد البوصلة نحو فلسطين، فلا عدو لنا سوى الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر مقومات الأمة".

مانويل مسلم

بدوره قال رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس (الأب مانويل مسلم) :" لا قيمة للعواصم العربية والإسلامية من دون أن تكون القدس عاصمة فلسطين، التي هي حضارتنا وكنزنا وتاريخنا ومستقبلنا، ولا نستثني ذرة تراب واحدة من أرض القدس وفلسطين، ولا نقبل بتغيير هوية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة".

وخلال اللقاء، وصل المؤسسة سلسلة من الرسائل التضامنية من عدد من الدول والعواصم المناصرة للقضية الفلسطينية، حيث كانت الرسالة الأولى من رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا محمد أوانغ , أكد خلالها على تضامن الشعب الماليزي مع فلسطين وأهلها، موجهًا التحية للمرابطين في القدس والمشاركين في مسيرات العودة البطولية.

كما أرسل الشيخ إبراهيم جبريل رئيس مجلس علماء جنوب أفريقيًا رسالة أكد فيها على رفض قرار ترمب ورفض الاحتلال في فلسطين، وقال:" سنبقى نناضل إلى جانب إخواننا الفلسطينيين حتى إزالة الاحتلال عن القدس وفلسطين".

وفي رسالة من الرائد لخضر بورقعة رئيس الجبهة الشعبية الجزائرية لمقاومة التطبيع، قال:" من عاصمة الشهداء والوفاء لفلسطين، نؤكد ونجدد موقفنا الداعم للقدس وفلسطين، والعمل على نصرة الشعب الفلسطيني ودعم صمود المقدسيين، فقرار ترمب لن يغير من الحقيقة شيئًا".

وفي ختام اللقاء كانت سلسلة من المداخلات لكل من : الشيخ خلدون عريمط عن دار الفتوى في لبنان، والشيخ محمد موعد رئيس مجلس علماء فلسطين، والشيخ عبدالله جبري أمين عام حركة الأمة، حيث أكدت المداخلات على ضرورة العمل الجماعي بكافة المسارات لكسر قرار ترامب واسقاطه , ومنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذه على الأرض ضمن مشروعه الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية.