العدد 1665 /28-5-2025
جرت المرحلة الأخيرة من الإنتخابات البلدية ، والتي كانت
في محافظتي الجنوب والنبطية بسلاسة ويسر واضحين . حيث تمكن ثنائي أمل - حزب الله من تأكيد إمساكه بالساحة الشعبية
الشيعية ، عبر إقناع عدد كبير من ناخبي
البلدات الجنوبية التي لم تكد تخرج من
الحرب الصهيونية ، بتزكية مجالسها البلدية عبر تفاهمات ميدانية شكلت نواتها الصلبة
الحركة والحزب والعائلات ... او من خلال إنتصارات كاسحة في مختلف البلدات الجنوبية
حيث اضمحل الخصوم والمنافسين .
مسيحيا ، انجلى غبار المعركة الإنتخابية عن ثأر إنتخابي
تحقق في جزين للتيار الوطني الحر وحلفائه بعد الهزيمة المدوية التي لحقت بهذا
التيار في زحلة البقاعية بفعل تقدم حزب القوات اللبنانية وحلفائه في عاصمة البقاع
.
وكان لافتا للنظر ما حصل في مدينة صيدا وكانت له أبعاد
هامة لجهة الخارطة السياسية في عاصمة الجنوب . فمنذ عام ١٩٩٨ جرت أربعة إنتخابات
بلدية كانت تخاض فيها المعركة بين لائحتين متماسكتين وكانت عادة ما تنتهي بنتائج
حاسمة . ففي عام ١٩٩٨ انتصر تحالف تيار المستقبل - الجماعة الإسلامية - عبد الرحمن
البزري على التنظيم الشعبي الناصري وحلفائه من اليسار السابق . اما في عام ٢٠٠٤
فقد تبدلت التحالفات وخيضت معركة كسر عظم تغلب فيها الدكتور عبر الرحمن البزري
المتحالف مع التنظيم الشعبي على تيار المستقبل وحليفته الجماعة الإسلامية . وفي
عامي ٢٠١٠ و٢٠١٦عاد التحالف الثلاثي السابق ( مستقبل - بزري - جماعة ) على المنافس
التقليدي التنظيم الشعبي الناصري . اما في الإنتخابات البلدية الحالية فقد انهارت
التحالفات ... فتوزع الثلاثي التقليدي وعكف كل فريق على تشكيل لائحته فكانت لائحة
سوا لصيدا المقربة لتيار المستقبل ، وولدت لائحة صيدا بدها المدعومة وبشكل غير
معلن من قبل النائب عبد الرحمن البزري ، وانفردت الجماعة الإسلامية بطرح لائحة غير
مكتملة بلغت ستة عشر مرشحا بعد أن فشلت مفاوضات التحالف مع باقي الأطراف الصيداوية
. وبات على التنظيم الشعبي الناصري وحلفائه اليساريين القدامى أن يطرحوا لائحة
مكتملة حظي نصفها على دعم ثنائي أمل - حزب الله حيث الناخب الشيعي في المدينة يصل
الى نسبة مئوية مقدارها عشرة بالمئة من مجموع الناخبين . وكانت الحصيلة النهائية
للمعركة الإنتخابية فوز تيار المستقبل بالمرتبة الأولى (١٠ او ١١مقعدا) من أصل ٢١
مقعدا ، ونيل اللائحة المدعومة من التنظيم الشعبي الناصري على ٧ أو ٨ مقاعد ، في
حين نالت اللائحة الثالثة المدعومة بصمت من قبل الدكتور عبد الرحمن البزري بثلاثة
مقاعد صار لزاما على الصيداويين التدقيق في هويتهم السياسية !!!!!
قالت أرقام اللائحة الثالثة المدعومة من البزري أن
الرابحين الثلاثة نالوا أكثر من رئيس اللائحة رقما تراوح بين ال١٥٠٠ صوت و٢٠٠٠ صوت
حيث أفادت العصفورة الصيداوية العليمة أن مصدر هذه الأصوات هي الجماعة الإسلامية ،
فالرابحين الثلاثة على صلة قرابة وصداقة وانتماء الى قياديين في الجماعة ، وان
أولئك الثلاثة مزروعين زراعة في لائحة " صيدا بدها ونحنا قدها " وان
ولاء هؤلاء ملتبس ومموه . يضاف الى ذلك أن المرشح رامي بشاشة صاحب أعلى رقم في
مرشحي تلك الإنتخابات وقد تجاوز الرقم الذي حصل عليه بشاشة رقم رئيس لائحته محمد
دندشلي بحوالي ٢٧٠٠ صوت والرقم الذي ناله رئيس اللائحة المدعومة من تيار المستقبل
مصطفى حجازي بأكثر من ألف صوت . وهنا أفادت العصفورة الصيداوية العليمة أن هذا
الرقم العالي الذي حصل عليه المرشح بشاشة كان مصدره الجماعة الاسلامية التي كان
على صلة تنظيمية بها منذ فترة من الزمن
.
كانت اكثر من قوة سياسية في المدينة تبخس الجماعة
الإسلامية حجمها الشعبي والسياسي فيقال أن القدرة التجيرية لهذه الجماعة متواضعة
الى حد لا يتجاوز ال١٥٠٠ صوت وذلك في معرض تواضع الحصة التي تنالها الجماعة في
التحالفات الثلاثية السابقة المشار اليها . أما في المعركة البلدية الأخيرة فقد
نالت آخر مرشحة في لائحة الجماعة أكثر من ٣٢٠٠ صوت وحصد أعلى مرشحي هذه اللائحة
أكثر من خمسة آلاف صوت . مع ملاحظة أن ثنائي أمل - حزب الله قد منح أربعة من مرشحي
الجماعة أصواته الكريمة .
الأجواء السياسية قبل عام من إنتخابات ٢٠٢٦ النيابية :
اجواء هادئة وإيجابية بين الدكتور أسامة سعد والسيدة
بهية الحريري .
جو من الجفاء الواضح بين النائب عبد الرحمن البزري
والسيدة بهية الحريري .
حذر وترقب بين النائبين اسامة سعد وعبد الرحمن البزري .
الجماعة الإسلامية تواجه تناقضات محلية شتى وأحاديث عن
فيتوات متكاثرة مصدرها بعض السفارات العربية الكريمة .
وإن غدا لناظره قريب .
أيمن حجازي