العدد 1361 / 8-5-2019

بقلم : محمود أبو زهرة

قال الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" (البقرة: 185)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم».

من الذوق السليم والعرف القويم والبروتوكولات الحديثة في استقبال الضيف بعد تحديد الموعد؛ هو تأكيد الموعد، وينبني على التأكيد تجهيز البيت وإعداد مكان جلوس للضيف، وإن كانت الإقامة أكثر من يوم، فيستوجب الأمر إعداد مكان للنوم، وبطبيعة الحال الجلوس والنوم والإقامة يلزمها طعام وشراب بنية طلب الأجر واحتساب الثواب، وبنظرة دقيقة نلحظ قبل التجهيز للاستقبال من تنظيف للمكان وترتيب للأثاث، فرْض تأكيد الموعد مرة أخيرة يلحظه وينادي به الجميع.

ومن المروءة وواجبات الضيافة أن أعرف مزاج زائري، ما الأكلات التي يرغبها والمشروبات التي يستسيغها، وهل يتكئ على الأريكة لأن ظهره يؤلمه، أم هو سليم قادر على الجلوس بالأرض، هل هو ملتزم لا يسلِّم على النساء، أم هوائي الأمور عنده سواسية.

اعرف ضيفك

- رمضان يحبُّ تخلية القلب والجوارح حتى يحلِّيك بالقرآن والقيام والصِّيام.

- رمضان صيامه فريضة وقيامه نافلة والعبادة فيه مضاعفة والرزق وفير وفير.

- رمضان من فطَّر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه، وعتقاً لرقبته، وكان له مثل أجر الصائم دون أن ينقص من أجر الصائم شيء.

- رمضان تنادي فيه الجنة على ربها قائلةً: «اللهم اجعل لنا من رمضان سكاناً».

- رمضان تُسلسل فيه الشياطين فلا شيطانَ شارد أو وارد، فانتبه يا غافل.

- رمضان تُفتَّح فيه أبواب الجنة، فلا يُترك باب إلا وفتِّح على مصراعيه فأبشروا.

- رمضان تُغلَّق فيه أبواب النيران، فلا يُترك باب إلا وغلِّق، فأقبلوا يا خائفين.

- رمضان يُحبُّ المخلصين وينادي على المحسنين، فهنيئاً يا أهل الإخلاص.

- رمضان لا يحبُّ الغيبة والنميمة والرفث والفسوق والسب والخصام فالْتزِم.

- رمضان فيه لله عتقاء لا يعلم عددهم إلا هو، كذا رمضان شهر الانتصارات.

ماذا يحبُّ الضَّيف منكم ؟

- يقول الضيف إنه سيجلس معكم ثلاثين يوماً، ثم سيرحل عنكم، وطول مدة الإضافة سيتحفكم بهداياه، لو أحسنتم استقباله.. فلا تضيعوا الفرصة.

- يحبُّ الضيف منكم اليقظة وطيِّ الفُرُش؛ لأن لياليه وأيامه ليست ككل الليالي ولا كباقي الأيام فهي صيام وصلاة وتوبة وإقلاع عن الذنوب، ومودة ورحمة مع الزوجة.

- يحذِّركم رمضان من التدخين، فهو لا يحبُّ التدخين ويكره المدخنين فهل أنتم قابلون.

- يحب الضيف الكريم الغالي منكم كثرة التلاوة للقرآن الكريم، وبإتقان وبخشوع وبتدبُّر لمعانيه.

- الضيف يشتاق إليكم من الآن ويخبركم أنه يحبكم، فهل أنتم تشتاقون إليه من الآن؟

- النجوم في السماء والملائكة في الملأ الأعلى يتجهزون لنزول الضيف، فهل أنتم متجهِّزون لاستقبال الضيف؟

- يحبُّ الضيف منكم التَّخطيط لبرنامج فترة إقامته، فهو لا يرضى بالارتجالية ولا بالعشوائية ولا بالأعمال المفاجئة.

- الضيف يحبكم ويحب منكم الجد والعمل، و"فلترة التلفاز" إن لم يكن غلقه حتى ولو كانت برامج سياسية أو إخبارية أو مسلسلات هادفة، فهو يريد القرآن وفقط، وقد نزل على من هم خير منكم، فأحسنوا استقباله.

- الضيف الكريم لا يريد ولا يحب مصافحة النساء الأجنبيات، ولا محادثتهن ولا التعرف عليهن، ويخبركم.

- الضيف الكريم يريدكم من الآن أن تقرؤوا عنه وعن نسبه وشرفه وأصله ومزاياه، وما الذي يحبه وما الذي يكرهه، حتى تحسنوا ضيافته، وتنالوا بركته، وتحصلوا على منحه وعطاياه.

- يخبركم الضيف الكريم أن معه ليلة القدر هدية من هداياه التي فيها القيام خير من ألف شهر، "تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 4 - 5).

- الضيف يشعر بتمزق الأمة الإسلامية وشرذمتها، لذا قهو يأتي عليكم حزيناً، ويقول لكم إذا أردتم فرحتي فكونوا عباد الله إخواناً، ولا تنسوا بعضكم في الدعاء فإن لكم عندي دعوة عند الإفطار لا ترد، خاصةً الإخوة المجاهدين والمجاهدات في أرض الرباط فلسطين، وفي المنطقة المشتعلة (غزة) وعلى جميع المستويات ألحُّوا على الله في الدعاء الله قريب، والدعاء مستجاب، فادعوا وأنتم موقنون بالإجابة يا أحبتي.